نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 180
وباستثناء الوثائق المتعلقة بنازلة آذان غرداية- فقد غير موقفه إلى النقيض تماما؛ وقد عبر عن ذلك التحول عمليا عندما أصبح وزيرا للأوقاف في الجزائر المستقلة[266]؟
بناء على هذا التنبيه نحاول في هذا المبحث أن نصنف أعضاء الجمعية الكبار على هذا الأساس مع محاولة التعرف على أسباب وخلفيات ذلك التوجه.
وقد قسمنا المبحث على هذا الأساس إلى قسمين:
المطلب الأول: الموقف المعتدل:
وقد أشرنا إلى أن الضابط في هذا الموقف هو قبول الآخر، أو التعامل بلين معه، ولو في بعض المواقف، ومن خلال استقراء ما كتبه وما قام به كبار رجال الجمعية وجدنا أن هذا الوصف ينطبق أحسن انطباق على شخصيتين من كبار أعضاء الجمعية المؤسسين، وهما الشيخ عبد الحميد بن باديس، والشيخ أبو يعلى الزواوي.
بالإضافة إلى هذا هناك شخصيات كثيرة كالشيخ العيد القادري، ومبروك التبسي وغيرهما، وهذه الشخصيات – كما ذكرنا – يمكن تصنيفها في إطار آخر، وهو التصوف الإصلاحي، فهم لا يتفقون مع الجمعية إلا في مشروعها الإصلاحي، ويختلفون معها اختلافا جذريا في توجهها الفكري.
بناء على هذا سنذكر هنا - باختصار - بعض الأدلة على التوجه المعتدل لكلا الشخصيتين السابق ذكرهما، مع محاولة بيان سر الاعتدال فيهما.
الشيخ عبد الحميد بن باديس:
عند مقارنة المواقف التي وقفها الشيخ عبد الحميد بن باديس مع مواقف أكثر أعضاء
[266] غزالة بوغانم، الطريقة العلاوية في الجزائر ومكانتها الدينية والاجتماعية 1934 – 1909، رسالة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في التاريخ الحديث والمعاصر، جامعة منتوري قسنطينة، قسم التاريخ والآثار، د.ط، د.ت، ص4.
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 180