نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 208
ورئيسها ابن باديس الذين قرروا الحياد والسكوت قائلين – كما سمعت بأذني فحواه من ابن باديس – ( إن قلنا ما يحب الله ورسوله ويرضى الشعب أغضبنا فرنسا، وإن قلنا ما يرضي فرنسا غضب الله علينا ولم يرض الشعب عنا فلنسكت) وحاولت فرنسا أن تنطقهم فلم تستطع، أما الزاهري فنطق بما أحبوا أن يقول في هتلر وحزبه، ولم يكن نطق الزاهري مفهوما أو معللا بعلة معقولة.. ولا يتهم الزاهري في وطنيته لأنه كان متطرفا، لكنه سوء تدبير منه لترخص له الرقابة في إصدار جريدته،ومن عجيب أنني قرأت له في أحد أعداده زعمه أن الشعب الجزائري كله بجانب الحلفاء في الحرب مع أن عواطف الشعب لم تكن كذلك لما يقاسيه منها، بل كانت مائلة إلى جانب خصوم فرنسا بغضا لها لا حبا فيهم ولا إقرارا لمبادئهم.
وإثر الحرب العالمية الثانية استمر في خطته وأسس جريدة ( المغرب العربي) مهاجما فيها العلماء، مادحا الطرقية والطرقيين، هاجيا بشدة الشيخ البشير الإبراهيمي، الذي سكت عنه كثيرا محتسبا، ثم كتب عنه مقالا نشره في البصائر[326]، وأخيرا اضطرت الحركة الوطنية إلى جريدة وحروف عربية فاستعارت ذلك منه لمدة، قبل ان يخرجوا جريدتهم العربية الخاصة بهم، ووجد نفسه في خدمة الحركة الوطنية الصريحة، ولما وقع الانشقاق داخل الحركة لم يحسن الاختيار وانحاز إلى الآية الممحوة، فكانت عاقبة أمره خسرا، فإنه لما نشبت الثورة سكت مدة ثم أخرج جريدته من جديد، وشرع يلمز الجبهة وينتقد بعض تصرفاتها، أذكر من ذلك أنه شنع بقتل خائن أعدم بالمسجد الكبير بعدما عاث فسادا في جهة تابلاط واحتمى بالمسجد، وقد أهدر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم دماء قوم أذن في قتلهم بالمسجد الحرام، ومن ذلك انه انتقد انتقادا مرا سفر وفد فيه السيد فرحات عباس للالتحاق بالثورة
[326] عنوان المقال: إلى الزاهري، نشره الإبراهيمي في العدد 61 من جريدة «البصائر»، 27 ديسمبر سنة 1948، انظر: آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي (3/ 558)
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 208