نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 209
وبأمر من القيادة، وكتب عن ذلك كلمة في جريدته عنوانها: (وفد مريب في مهمة مريبة) وغابت عنه السياسة الحكيمة التي انتهجتها جبهة التحرير في قبول جميع المواطنين – اذا نصحوا – في صفوفها، ثم تجرا أخيرا ونشر صورة كبرى غطت كامل الصفحة الاولى من جريدته للسيد.... ( لعله مصالي) الذي كان رمز الخلاف، وزعم أنه زعيم الشعب الأكبر، وصادف أن كانت الفتنة في أشدها بين فدائي الجبهة وبين أتباع الحركة الوطنية، فكان هذا الانحياز المعلن عنه بمثابة الحكم على نفسه بالإعدام، وذات يوم من أيام سنة 1956م، خر الشيخ الزاهري صريع خمس رصاصات من يد فدائيين في مدخل نهج زبانة ( لا لير آنذاك) قرب جامع كتشاوة، فذهب ضحية تهوره، وسوء تصرفه وإصراره على الخطأ، وعسى أن يلقى عند ربه خيرا مما لقي من الناس)[327]
ومع هذا التقلب في مواقفه إلا أنا اعتبرنا الغالب فيها، أو ما وصل إلينا منها، أو ما انتشر، لأن كتاباته المؤيدة غير منتشرة، ولا مشتهرة بالإضافة إلى محدوديتها، بالإضافة إلى أن الحقيقة لا يمكن الاطلاع عليها إلا من الاطلاع على جريدة (المغرب العربي)، أو ما أصدره بعد خروجه من الجمعية، ولم يتسن لي للأسف الاطلاع على ذلك[328].
الشيخ محمد البشير الإبراهيمي:
وهو – مع ما يذكر من عقله وحكمته وفقهه- إلا أنه في هذا الباب خصوصا كان شديدا متحاملا غاية التحامل، لا يكاد يقر بمكرمة لا للتصوف ولا للطرق الصوفية، بل فوق ذلك لا يقبل أي هدنة أو صلح، بل ولا مناظرة مع الآخر، بل لا يرضى إلا الاستئصال، لأنه يعتبر التصوف دخيلا منذ بدأ التصوف، ولم يقل مثل ما قال غيره بطروء الانحراف عليه بعد أن كان سليما صالحا.