ووجدت منهم من يعد أخا العبا
دة وهو في لهو وفي لذات
طلبوا صلاح المسلمين ففرقوا الإ
سلام في طرق لهم أشتات
ومن قصائده في هذا المجال قوله – وهو يرسم العلاقة التي تربط المريد بشيخه[556] -
كانوا طوائف شتى كل طائفة
تطيع شيخا لها في كل ما زعما
إن قال إني ولي صدقوه وإن
هو ادعى الغيب قالوا أحكم الحكما
وإن تعلم بعض الشيء تهجية
قليلة هتفوا يا أعلم العلما
وإن هو ارتكب الفحشاء فاضحة
فلا محالة معذور وقد أثما
أو احتسى الخمر قالوا إنها عسل
ولا غرابة في هذا ولا جرما
أو ادعى أن خير الخلق يخدمه
فما اعتدى عندهم ولا ظلما
( أو لم يصل رأوه حسبما زعموا
يقيمها إذ يزور البيت والحرما
وفي قصدة أخرى يوبخ المجتمع الجزائري الذي وكل نفسه إلى هؤلاء الذين يعتبرهم غواة، فيقول[557]:
أمة تتبع الغوي وتعصي
كل هاد إلى الرشاد حكيم
إن دعاها الدعاة إلى الخير يوما
شردت منهم شروط الظليم
هي للمفسدين جنات عدن
وعلى المصلحين نار الجحيم
أمة لا ترى لذي الفضل فض
لا، ولا تعتني بعلم عليم
ومن يكن صوفيا كذوبا خبيثا
فاز منهم بكل خير عميم
[556] الزاهري، التحية الصادقة. الشهاب. مج10، ج9، 12 أوت 1933. ص 454.
[557] الزاهري، ليتني ما قرأت حرفا. الشهاب. مج7، ج1، 1931. ص 927.