نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 364
وقد ذكرنا سابقا أن الشيخ أحمد حماني، وفي موقف مماثل لم يقفه عامي، وإنما وقفه عضو بارز من أهم أعضاء جمعية العلماء، مع علم من أهم أعلام الطرق الصوفية، وكانت الواقعة أفدح، والألم المنجر عنها أشد، ومع ذلك وقف حماني مع الجاني ضد المجني عليه.
ولا بأس من إعادة ذكر ما ذكره الشيخ أحمد حماني هنا لنرى الأخلاق التي كانت تحكم الكثير من أعضاء الجمعية في مواقفهم، فقد قال: (وبلغ بالسيد مامي — عفا الله عنه — أن صار يسخر بالشيخ ابن باديس ويخترع على لسانه محاورات، فبلغ السيل الزبا، واشتد غيض الشهيد أحمد بوشمال ولم يملك نفسه ذات يوم في 1938م، أن ارتمى عليه في نهج تجاري مزدحم وأعطاه (طريحة); أي ضربة كانت كافية لكفه النهائي عن التعرض لشخصية الشيخ ابن باديس بسوء حتى مات رحمه الله)[597]
بعد هذا نحب أن نشير هنا باختصار لبعض ما كتب في ذلك الحين بهذه المناسبة من باب تهييج العواطف وإثارتها:
فممن كتب في ذلك الشيخ العربي التبسي، وقد كان حينها في القاهرة، فأرسل منها مقالا بعنوان (أريــد حيـاتـه ويريد قـتلـي)[598]، ومما جاء فيه قوله: (.. فمن ذا الذي لا ينفلق كبده أسفا وغما لما أتاه هذا الأفاك الأثيم العليوي مما يغضب الرحمان، ويثير الأشجان. ألا فليعلم العليوي السفاك ولي إبليس أن فعلته التي فعل لم تكن مسددة إلى الأستاذ العظيم ابن باديس، وإنما رمى بسهمه في نحر الإسلام، وأنه إنما أراد هو وشيعته أن يأتوا بدين مزيج من معتقدات الآباء الكاثوليك والرسل البروتستانت، فليس له أن يزغم علماء الإسلام على قبول