نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 299
يعظمونه من الأحياء أو الأموات فلا
يكذبون. فهذه الطوائف الكثيرة كما قد لحقت بالمشركين وصدق رسول الله- صلى الله
عليه وآله وسلم- في قوله: (لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين)[1]
ونلاحظ من خلال المقارنة بين موقف
الجمعية من هذه المسائل وموقف الوهابية الاشتراك التام في أصول هذه المسائل
وفروعها، وبالتالي يمكن اعتبار الجمعية في هذا المحل خصوصا وهابية صرفة، وسننقل
هنا لمن يشاء المقارنة بعض مقولات الوهابية في هذا، ونرى ردود الطرق الصوفية عليها
في المبحث الثاني من هذا الفصل.
فحد الشرك الأكبر الذي
يجمع أنواعه وأفراده – عند الوهابية أو السلفية المحافظة – هو: (أن
يصرف العبد نوعاً أو فرداً من أفراد العبادة لغير الله.. فكل اعتقاد أو قول أو عمل
ثبت أنه مأمور به من الشارع، فصرفه لله وحده توحيد وإيمان وإخلاص، وصرفه لغيره شرك
وكفر) [2]
ومما تضمنه (البيان المفيد) لعقائد
الوهابية: (ونعتقد أن عبادة غير الله شرك أكبر، وأن دعاء غير الله من الأموات
والغائبين وحبه كحب الله، وخوفه ورجائه، ونحو ذلك شرك أكبر، وسواء دعاه عبادة، أو
دعاه دعاء استعانة في شدة أو رخاء، فإن الدعاء مخ العبادة، وأن اعتقاد أن لشيء من
الأشياء سلطاناً