ويذكر (الحداد) عن أتباعه أنهم (مهما عظموا الأنبياء
والأولياء، فإنهم لا يعتقدون فيهم ما يعتقدون في جناب الحق تبارك وتعالى من الخلق
الحقيقي التام العام، وإنما يعتقدون الوجاهة لهم عند الله في أمر جزئي، وينسبونه
لهم مجازاً، ويعتقدون أن الأصل والفعل لله سبحانه) [2]
ويقرر (دحلان) ما قرره سائر المسلمون في جميع العصور
قبل مجيئ الوهابية، وهو أن الشرك في حقيقته ليس سوى اعتقاد التأثير لغير الله،
وليس هناك مسلم يعتقد التأثير لغير الله، يقول في ذلك: (فالذي يوقع في الإشراك هو اعتقاد
ألوهية غير الله سبحانه، أو اعتقاد التأثير لغير الله.. ولا يعتقد أحد من المسلمين
ألوهية غير الله تعالى، ولا تأثير أحد سوى الله تعالى) [3]
وهذا نرى (الزهاوي) يؤكد مثل من سبقه على أن المشركين
الأولين كانوا يعتقدون لأصنامهم أنها تنفع وتضر بذواتها فيقول: (إن المشركين إنما
كفروا بسبب اعتقادهم في الملائكة والأنبياء والأولياء أنهم آلهة مع الله يضرون
[1] الشيخ القباني، فصل الخطاب في رد ضلالات ابن عبد الوهاب، ق61 (نقلا عن: الشيخ
عبد العزيز بن محمد بن علي العبد اللطيف، دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب عرض ونقض، ص233)
[2] (مصباح الأنام)، ص5.
(نقلا عن: الشيخ عبد العزيز بن محمد بن علي العبد اللطيف، دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب عرض ونقض، ص156)