نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 348
تنشر سمومها في المجتمع الإسلامي لتشوة الإسلام وتشوه السلام الذي
جاء به، ولعل من أشد تلك الحركات سرعة إلى التكفير (جماعة الهجرة والتكفير)، والتي
انطلقت في أحكامها المتسرعة من كونها (جماعة المسلمين)، وأن الخارج عليها ضال مضل
إلى أوصاف كثيرة تزعمها لنفسها.
وللأسف نجد
مثل هذه النزعة عند الجمعية في تعاملها مع المخالف، فهي تتصور أنها الحق المطلق،
والآخر هو الشر المطلق، وقد مضى ذكر الكثير من الأمثلة على هذا، ونضيف إليه ما صرح
به الشيخ التبسي - بمناسبة
سقوط الخلافة الإسلامية – فقد كتب مقالا مطولا،
حاول أن يبرهن فيه على أن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين هي (الطائفة التي
توفرت فيها أوصاف جماعة المسلمين الشرعية)[1] التي لا
ينبغي التعامل معها إلا بالطاعة المطلقة.
ومن ضمن ما
جاء في مقاله قوله: (وقد وجب على كل مسلم في الجزائر أن يعترف بأن جماعة المسلمين
في الجزائر هي جمعية العلماء لا ينازع في ذلك إلا من أضله الله على علم أو جهل،
أو كان من الذين سبقت عليهم الشقوة، فأنساهم الشيطان والهوى وحظوظ أنفسهم القيام بالقسط
والشهادة ولو على أنفسهم)[2]
ثم ذكر
المبررات التي تصور من خلالها أحقية الجمعية لهذا اللقب
[1] نقلا عن: منارات من شهاب
البصائر (آثار الشيخ العربي بن بلقاسم التبسي) للدكتور أحمد عيساوي، ص93..