نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 349
العظيم، فقال مخاطبا الجزائريين: (فيا أيها المسلمون الجزائريون:
اعلموا أنه إذا كانت جماعة المسلمين بالعلم، فأكثر علماء الجزائر في هذه الجمعية،
وإذا كانت الدعوة إلى الله فهي الجماعة المخلصة المؤمنة المجاهدة التي عاهدت ربها،
وكتبت ميثاقا على نفسها، أنها الداعية بجماعتها وأفرادها إلى دين الله، وإلى
كتابه، وسنة نبيه، وإذا كانت بالعمل لتوريث الجيل الجديد الميراث الإسلامي
الأخلاقي والأدبي بما فيه من علوم، ومن مآثر رجال وشخصيات تاريخية، وما في الإسلام
من فضل على الإنسانية، وما في ظهوره يوم ظهر من هداية وسعادة. فإن الجمعية بدروس
رجالها وبمدارسها تقوم بنقل هذا الميراث إلى الأحداث والجيل الجديد حتى يعرف نفسه
ويعمل بدينه ويرتبط بتاريخه، وحتى يمتد الإسلام إلى من يأتي بعدنا، وإذا
كانت باعتراف الأمة الإسلامية، وبالأهلية الدينية والعلمية والتضحيات المبذولة عن
طيب نفس. فإن الأمة الجزائرية تعترف بذلك لجمعية العلماء، وترجع إليها في دينها
وعلومها. تسلم إليها أبناءها ليتلقوا الإسلام وعلومه على يد هذه الجمعية)[1]
ولسنا ندري
بعد هذا كيف نرد على هذه التهمة، وقد ثبتها رجال الجمعية بما لا مزيد عليه، فلم
تجرؤ جماعة في يوم من الأيام – عدا جماعة الهجرة
والتكفير – أن تعتبر نفسها (جماعة المسلمين)، وأنها الحق المطلق، لأن الحق
المطلق ليس إلا عند المعصوم، أما سائر الناس، فيصيب ويخطئ.