ثم علق عليه بقوله: (فانظر كيف جعل الالتزام لمكروه
ما تورث المداومة عليه الملل . وأما الاجتماع للذكر، فالخلاف فيه قديم بين أهل
العلم وهو، وإن كرهه الإمام مالك رحمه الله، فالجمهور على جوازه بدون
كراهة)[2]
وعلى هذا المنوال نجد الشيخ ابن عليوة يرد على مخالفه الشيخ العربي والتبسي
والجمعية بقول ابن تيمية في هذه المسألة، وهو (مجالس الذكر
المعهودة عن الصوفية، واعتباره لها من السنة بمكان)[3]
ومن النقول التي أوردها في هذا قول ابن تيمية في مسألة يقول صاحبها: (مسألة في رجل
ينكر على أهل الذكر يقول لهم هذا الذكر بدعة، وجهركم بالذكر بدعة وهم يفتتحون
بالقرآن ويختتمون ثم يدعون للمسلمين الأحياء والأموات ويجتمعون للتسبيح والتحميد
والتهليل والتكبير والحوقلة ويصلون على النبي a)[4]
وقد أجاب ابن تيمية بقوله: (الاجتماع لذكر الله والاستماع
لكتابه والدعاء عمل صالح وهو من أفضل القربات والعبادات في الأوقات ففي
[2] الشيخ أبو طاهر المغربي التيجاني آل أبي القاسم، إفحام الخصم الملد بالدفاع عن الشيخ الممد، ص7.
[3] تقي الدين أبو العباس
أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني، الفتاوى الكبرى، تحقيق: محمد عبدالقادر عطا
- مصطفى عبدالقادر عطا، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1408هـ - 1987م (2/ 384)