نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 360
ولهذا فإن المنهج العلمي يتطلب منا الرجوع إلى
الصوفية أنفسهم ليشرحوا لنا مرادهم من (وحدة الوجود)، وعندما نفعل ذلك نجد تعبيرين:
تعبيرا شاعريا، وتعبيرا فلسفيا:
التعبير
الشاعري عن وحدة الوجود:
وربما يكون أحسن معبر عنه هو ما ورد في الحديث من
قوله a :
(أشعر كلمة تكلمت بها العرب كلمة لبيد : ألا كل شيء ما خلا الله باطل) وفي رواية :
( أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل)
ففي هذا البيت الذي أقره رسول الله a تعبير شاعري جميل عن أن الحقيقة الوحيدة
الموجودة في الكون هي (الله)، وما عداه باطل ووهم وخيال.
وهذا التعبير هو الذي يدور حوله التراث الأدبي الصوفي
من الشعر والمناجاة والصلوات والحكم ونحوها، فكلها تستنسخ ما ذكره لبيد، وهكذا لا
نجد في كتب الصوفية الأوائل تلك التحاليل الفلسفية التي نجدها في كتب المتأخرين من
الذين حاولوا أن يفلسفوا هذا المعنى.
ولهذا يصطلح البعض على التعبير عن وحدة الوجود
بالنسبة لهؤلاء بمصطلح (وحدة الشهود)، أي أن هؤلاء الصوفية لم يذكروا الحقيقة كما
هي في الواقع، وإنما ذكروا مشاهدتهم لها، والمشاهدة لا تعني بالضرورة الحقيقة
المطلقة.
نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 360