ولا تنافي بين المعنيين، ولا تصادم بينهما، ولا يلغي
أحدهما الآخر[1]، بل إن المعنى الأول مؤسس على المعنى
الثاني.
وهكذا يفهم العارفون من كل النصوص الواردة في إثبات
وحدانية الحق أو أحديته أو أحقيته:
وقد كان النبي a إذا قام إلى الصلاة في جوف الليل قال من
ضمن دعاء التهجد:( أنت الحق ووعدك الحق وقولك الحق ولقاؤك الحق والجنة حق والنار
حق والساعة حق والنبيون حق ومحمد حق) [2]
ففي قوله a:( أنت الحق) أي واجب الوجود؛ فأصله من حق
الشيء أي ثبت ووجب، فوجود الله هو الوجود الحقيقي إذ وجوده لنفسه، لم يسبقه عدم
ولا يلحقه عدم؛ وما عداه مما يقال عليه هذا الاسم مسبوق بعدم، ويجوز عليه لحاق
العدم، ووجوده من موجده لا من نفسه، فهو معدوم باعتبار ذاته في كل الأحوال، كما
قال الشيخ أبو مدين[3]:
[1] وقد أنكر ابن تيمية هذا التفسير بوجوه من الإنكار قال في التقديم لها: وإذا كان
المقصود هنا الكلام في تفسير الآية تفسير الآية بما هو مأثور ومنقول عن من قاله من
السلف والمفسرين من أن المعنى كل شيء هالك إلا ما أريد به وجهه هو أحسن من ذلك
التفسير المحدث، بل لا يجوز تفسير الآية بذلك التفسير المحدث، وهذا يبين بوجوه
بعضها يشير إلى الرجحان وبعضها يشير إلى البطلان. انظر: مجموع الفتاوى:2/28.