نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 42
المتنطّعين المتزمّـتين
ورأيت ابن تيمية استدل به واعتمده في
مواضع)[1]
ثم بين أنه ليس كل ترك
يحتمل التحريم، بل هناك أنواع كثيرة من الترك تحتمل وجوهاً غير التحريم:
1 ــ منها أن يكون تركه a عادة، كما روي أنه قدّم إليه a ضب مشوي، فمد يده
الشريفة ليأكل منه فقيل:إنّه ضب, فأمسك عنه ,فسئل: أحرام هو؟ فقال: لا ولكنّه لم
يكن بأرض قومي فأجدني أعافه[2]!
والحديث ـ كما يذكر
الغماري ـ يدل على أمرين:
(أحدهما:أنّ تركه للشيء ولو بعد الإقبال عليه لا يدل على تحريمه، والآخر:أنّ
استقذار الشيء لا يدل على تحريمه أيضاً)[3]
2 ــ ومنها أن يكون تركه
نسياناً, كما روي أنه a سها في الصّلاة فترك
منها شيئاً، فسئل:هل حدث في الصّلاة شيء؟ فقال: (إنّما أنا بشر أنسى كما تنسون ,فإذا نسيت فذكّـروني)[4]
3 ــ ومنها أن يكون تركه
مخافة أن يفرض على أمته,كتركه صلاة التراويح حين اجتمع الصّحابة ليصلّوها معه.
4 ــ ومنها أن يكون تركه
لعدم تفكيره فيه,ولم يخطر على باله,كما روي أنه a كان يخطب الجمعة إلى
جذع نخلة ولم يفكر في عمل كرسي
يقوم عليه ساعة الخطبة, فلمّا اقترح عليه عمل منبر يخطب عليه وافق وأقره لأنّه
أبلغ في الإسماع[5]، ومثل ذلك ما وري من
اقتراح الصحابة عليه أن يبنوا له دكّة من طين يجلس عليها ليعرفه الوافد الغريب,
فوافقهم