responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 161

 

قال ابن الراوندي: فلنفرض أن العالم قديم في وجوده.. أي لا أول له، ولا سبق للعدم عليه.

قال الراوندي: كيف ذلك؟

قال ابن الراوندي: عن طريق التوالد الذاتي.. فكل سبب طبيعي له سبب طبيعي إلى ما لا نهاية.

قال الراوندي: إن هذا النوع من التوالد تنفيه الحقيقة الفطرية الثانية.. وهي (بطلان التسلسل)

قال ابن الراوندي: بطلان التسلسل!؟.. ما بطلان التسلسل؟

قال الراوندي: هو افتراض أن المخلوقات كلها متوالدة عن بعضها إلى مالا نهاية، بحيث يكون كل واحد منها معلولا لما قبله، وعلة لما بعده.. دون أن تنبع هذه السلسلة أخيرا من علة واجبة الوجود هي التي تضفي التأثير المتوالد على سائر تلك الحلقات.

إذ أن سلسلة المخلوقات الممكنة مهما طالت وطالت فإن استمرار طولها لا يخرجها على كل حال عن كونها ممكنة، والممكنات لا بد لرجحان أحد طرفي الإمكان فيها من مرجح.. ولنعتبر أن التسلسل حلقات.. فحلقات السلسلة كلها لا تأثير ذاتي في واحدة منها مهما طال الزمن.. إذا فلكي نصدق أنها موجودة لا بد أن ننتظر ظهور المؤثر الخارجي الذي أمد السلسلة بالحياة، فراحت بدورها تنتقل من حلقة إلى حلقة، وإلا كان لا بد من الجزم بأحد أمرين: إما أن كل هذه السلسلة مفقودة إذ لم يثبت وجود ذلك الذي قذف فيها الحياة.. وإما أنها موجودة، ولكنها تنبع أخيرا من ذات واجبة الوجود تؤثر فيها، ولا تتأثر بشيء.

أما الأمر الأول، فظاهر البطلان، لأن الحس والمشاهدة يكذبانه.. وأما الثاني، وهو تيقن أن لابد له من مصدر ذاتي وهبه الحياة والقدرة على الحركة والتطور والتوالد، فيبطل بذلك التسلسل المذكور.

نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست