responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 162

 

وكما تعلم، فالعالم مركب بمجموعه وأجزائه.. وكل مركب حادث بداهة.. والعالم بما فيه متغير تغيرا مستمرا من صورة إلى صورة.. وكل متغير من صورة إلى صورة لا يمكن أن تكون له صورة أصلية أزلية قديمه، لأنها لو كانت كذلك لم يجز أن يطرأ عليها التغير.

والقول بتسلسل الصور إلى غير نهاية غير صحيح.. لأن التسلسل مستحيل عقلا.. فلا بد أن نقف عند حد، ونقول: إن هذا المتغير لم تكن له في أول أمره صوره.. وإذا لم تكن له صوره لا يكون له وجود، لأن الصورة تشمل الشكل والحجم والوزن واللون والطعم والرائحة، ومتى فقد الشيء هذه الصور كلها فقد وجوده.. فالعالم نتيجة لهذا حادث.. والعقل بقوة قانون العلية البديهي يحكم بداهة بأن كل حادث لا بد له من سبب يحدثه، وهذا السبب المحدث لا يجوز أن يكون حادثا، لأنه يفتقر إلى سبب محدث له.. ولا يجوز القول بتسلسل الأسباب إلى غير نهاية، لأن التسلسل ممتنع عقلا.. فلا بد أن يكون المحدث الصانع للعالم قديما، وهو الله تعالى الذي خلق العالم وأحدثه بعد العدم المطلق.

قال ابن الراوندي: أنا لا أستطيع أن أضع في خيالي ما تذكره من أحاديث.. فمن الصعب علي الخيال أن يتصور النهاية.. واللانهاية..

ابتسم الراوندي، وقال: أنا أخاطب عقلك لا خيالك.. فالله يمكن أن نتعقله، ولكنا مهما أوتينا من سعة الخيال، فلا يمكن أن نتخيله..

إن ما ذكرته لك بديهيات عقليه يأخذ بعضها برقاب بعض، ولكن هذه البديهيات يزاحمها في الذهن عند آخر مراحل التفكير ارتباك وكلال عند تصور النهاية التي ليس وراءها أي شيء، واللانهاية التي لا تقف عند حد، والأزلية التي ليس لها بداية، والزمن الذي ليس قبله زمن، والمكان الذي ليس وراءه أي شيء..والعدم المطلق.

ولكن إذا علمنا أن العالم الواقع المشاهد هو من قسم الممكن، لأننا نستطيع تصور عدم وجوده، وبما أنه ليس هو الذي أوجد نفسه، فلا بد إذا من علة كافية لوقوعه ووجوده.. وقبل أن

نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست