وقد نطقت بالدلالة على تنزيه الله عن العجز وأسبابه أسماء كثيرة..
منها ما يدلّ على انتفائه ؛ لشمول علمه، وكمال أسبابه، وآثاره ؛ كالخبير، والسّميع، والحسيب.
ومنها ما يدلّ على انتفائه ؛ لكمال قوّته، وشمول قدرته ؛ كالقويّ، والعليّ، والوكيل.
ومن هذا الصنف ما يدلّ على انتفاء العجز وكمال القدرة بدلالة المطابقة ؛ كالقادر، والقدير، والمقتدر، والمقيت - أي المقتدر بحسب بعض معانيه- وكالقويّ، والمتين، أي تامّ القدرة ؛ فلا يشقّ عليه فعل، ولا يلحقه عجز، أو فتور، أو وهن.
الجسمية:
قالوا: وعينا هذا.. فحدثنا عن الخامس.
قال: الخامس مما ينزه الله عنه هو الجسمية..
نهض بعض تلاميذه، وقال: كيف تقول ذلك يا شيخنا، وقد رأيت في بعض بلاد المسلمين من يعتبر الجسمية من لوازم الذات.. فلا يتصور ذاتا من غير جسم.. حتى أن بعضهم يذكر جواز لمس اللّه، ومصافحته ومعانقته.. بل إن بعضهم قال: (معبودي جسم، وله جوارح وأعضاء، من يد ورجل، ورأس، ولسان، وعينين، وأذنين، ومع ذلك فهو جسم لا كالاجسام.. وليس كمثله شيء)
ابتسم ابن طاووس، وقال: أولئك قوم يدعون بالمجسمة.. وهم قوم دعاهم إلى ذلك أمران:
أما أحدهما، فهو أنسهم المفرط بعالم المادة والمحسوسات.. وهو أنس مصحوب
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 246