نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 247
بالسذاجة والجهل الذي لا يسمح لهم بتقبل شي غير المادة.. وهو أنس يؤدي الى مقايسة اللّه عز وجل بالإنسان وصفاته.
وأما ثانيهما، فما ورد في النصوص المقدسة من التعابير الكنائية والمجازية حيث لم يستطيعوا أن يرتقوا ليفهموها على ضوء لغة العرب وأساليبها في البيان.
قال التلميذ: دعنا منهم.. وحدثنا عن الأدلة التي تلزمنا بتنزيه الله عن الجسمية.
قال ابن طاووس: سأذكر لك أربعة براهين على هذا.. قد تكون كافية لإقناعك.
قال الرجل: فهات أولها.
قال ابن طاووس: الأول هو أن الجسم يقتضي التركيب ذلك أنه مكون من أبعاد ثلاثة، من العرض والطول والعمق، والمركب مفتقر في وجوده الى وجود أبعاضه، وما كان مفتقرا في وجوده فليس واجب الوجود.
قال الرجل: إن ما قام عليه هذا البرهان يحتاج إلى المزيد من التوضيح والاستدلال.. فكيف يتنافى التركيب مع وجوب الوجود؟
قال ابن طاووس: للتركيب ثلاثة أنواع كلها منتفية عن الله تعالى.. أولها: التركب من الأجزاء الخارجية.. والثاني: التركب من الأجزاء العقلية.. والثالث: التركب من الوجود والماهية.
قال الرجل: فما برهان استحالة تركب واجب الوجود من الأجزاء الخارجية؟
قال ابن طاووس: لذلك براهين كثيرة:
منها أن لوجود الجزء تقدما بالطبع على وجود الكل بالبداهة، فيكون مفتقرا إليه، وهو ينافي كونه واجب الوجود.
ومنها أن الكل المركب من جزئين خارجيين ذو جانبين، وجانبه هذا غير جانبه ذاك، فهو بجانبه هذا غائب ومنعدم عن جانبه الآخر، وبجانبه الآخر منعدم وغائب عن هذا الجانب..
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 247