responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 289

 

قال الرجل: لقد احتلت علينا.. لقد تصورنا أن أرسطو بذكائه وعقله وحكمته قد قدم إلينا من زمنه الغابر ليعرفنا بالحقيقة التي تهنا في البحث عنها.. فلا يصلح في هذا المحل أحد مثل أرسطو.

ابتسم أرسطو، وقال: فأنا أرسطو.. إن لم أكنه بلحمه وشحمه وعظمه.. فأنا هو بعلمه وعقله وحكمته.. لقد سماني والدي أفلاطون يوم ولدت أرسطو.. كما سماه جده سقراط أفلاطون..

نحن عائلة لا تهمها إلا الفلسفة.. لقد كنا نرى أن العقل هو الأداة الوحيدة التي يتميز بها الإنسان عن غيره من الأشياء، فلذلك نذرنا نفوسنا له.. فكانت مجالسنا كلها مجالس بحث ونظر وتحقيق وتدقيق.. ولم نكن نتمتع بشيء كما نتمتع برؤية الحقائق أو البحث عنها.

وقد كان من الحقائق التي شغلتنا فترة من حياتنا الحقائق المرتبطة بالألوهية..

وقد بدأت فيها كما بدأ أرسطو.. لقد توصلت بعقلي إلى نفس ما وصل إليه سميي أرسطو.. فقد كنت أعتقد أن الله واجب الوجود كائن أزلي، مطلق الكمال، لا أول له ولا آخر، ولا عمل له ولا إرادة.. منذ كان العمل طلبا لشيء، والله غني عن كل طلب، وبما أن الإرادة اختيار بين أمرين، والله قد اجتمع عنده الأصلح الأفضل من كل كمال، فلا حاجة به إلى الاختيار بين صالح وغير صالح، ولا بين فاضل ومفضول.

وكنت أعتقد أنه ليس مما يناسب الإله أن يبتدئ العمل في زمان؛ لأنه أبدي سرمدي لا يطرأ عليه طارئ يدعوه إلى العمل، ولا يستجد عليه من جديد في وجوده المطلق بلا أول ولا آخر، ولا جديد ولا قديم، وكل ما يناسب كماله فهو السعادة بنعمة بقائه التي لا بغية وراءها ولا نعمة فوقها ولا دونها، ولا تخرج من نطاقها عناية تعنيه.

ولهذا كنت أعتقد أن الإله الكامل المطلق الكمال: لا يعنيه أن يخلق العالم، أو يخلق مادته الأولى، وهي الهيولي ولكن لهذه الهيولي قابلية للوجود، يخرجها من القوة إلى الفعل شوقها

نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 289
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست