responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 295

 

قلنا: فالكتب المقدسة إذن هي مظان أسماء الله الحسنى؟

قال: بعض أسماء الله الحسنى.. فالله لا يحاط به.

قلنا: كيف ذلك؟

قال: بما أن أسماء الله تدل على كمالات الله، وبما أن كمالات الله لا نهاية لها، فأسماؤها الحسنى كذلك لا نهاية لها.. وما ورد في كلمات الله المقدسة التي أوحاها إلى أنبيائه هي بعض ما يمكن للإنسان أن يتعرف عليه من هذه الأسماء بحسب طاقته المحدودة.

لقد أشار رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم إلى هذا، فقد كان يقول في دعائه: (أسألك بكل اسم هو لك، سمَّيت به نفسك، أو علَّمته أحدًا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ؛ أن تجعل القرآن ربيع قلبي..)[138]

قلنا: فتستحيل معرفة كمالات إلهك إذن؟

قال: أجل.. فالله لا يحاط بمعرفته..

قال رجل منا: ومن لم يحط بمعرفته تستحيل معرفته..

قال آخر: فأنت تدلنا على مستحيل إذن.

قال: لا.. للمعرفة مراتب مختلفة[139].. فلو أن قائلا قال: (لا أعرف الله) كان صادقا، ولو قال: (أعرف الله) كان صادقا أيضا.

قال الرجل: أليس النفي والإثبات لا يصدقان معا، بل يتقاسمان الصدق والكذب، فإن صدق النفي كذب الإثبات، وبالعكس؟

قال الباقر: ذلك إذا اتحد وجه الكلام.. أما إذا اختلف فإنه يتصور الصدق في القسمين.. وذلك كما لو قال قال قائلكم لأخيه: (هل تعرف سقراط؟)، فإن قال: (وهل سقراط ممن يجهل


[138] رواه أحمد وابن حبان.

[139] انظر: المقصد الأسنى للغزالي.

نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست