نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 296
شأنه.. أو هل في العالم من لا يعرفه..) كان صادقا بقوله هذا.. ولو قال: (ومن أنا حتى أعرف سقراط.. هيهات لا يعرف سقراط سوى سقراط أو من هو مثله أو فوقه، ومن أين لي أن أدعي معرفته أو أطمع فيها) كان صادقا أيضا.
وهكذا، فلو عرضنا خطا منظوما على عاقل، وقلنا: هل تعرف كاتبه، فإن قال: (لا)، صدق ولو قال: (نعم كاتبه هو الإنسان الحي القادر السميع البصير سليم اليد العالم بصناعة الكتابة.. فإذا عرفت كل هذا منه فكيف لا أعرفه)، فهذا أيضا صدق.. ولكن الأحق والأصدق قوله:(لا أعرفه)، فإنه بالحقيقة ما عرفه، وإنما عرف احتياج الخط المنظوم إلى كاتب حي عالم قادر سميع بصير سليم اليد عالم بصناعة الكتابة ولم يعرف الكاتب نفسه، فكذلك الخلق كلهم لم يعرفوا إلا احتياج هذا العالم المنظوم المحكم إلى صانع مدبر حي عالم قادر.
قال الرجل: دعنا من هذا.. وحدثنا عن السبل التي يمكن لعقولنا أن تتعرف بها على الله.. وما علاقة ذلك الأسماء الحسنى؟
قال: لمعرفة الله سبيلان.. أما أحدهما فقاصر، وأما الآخر فمسدود.
قال الرجل: فما السبيل القاصر؟
قال: السبيل القاصر هو ذكر الأسماء والصفات، وذلك عن طريق التشبيه بما عرفناه من أنفسنا.. فإنا لما عرفنا أنفسنا قادرين عالمين أحياء متكلمين، ثم سمعنا ذلك في أوصاف الله عز وجل أو عرفناه بالدليل فهمناه فهما قاصرا.. فحياتنا وقدرتنا وعلمنا أبعد من حياة الله عز وجل وقدرته وعلمه، بل لا مناسبة بين البعيدين..
وفائدة تعريف الله عز وجل بهذه الأوصاف إيهام وتشبيه ومشاركة في الاسم، لكن يقطع التشبيه بأن يقال:P.. لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ..(11)O (الشورى)، فهو حي لا كالأحياء، وقادر لا كالقادرين.
وكأنا إذا عرفنا أن الله تعالى حي قادر عالم فلم نعرف إلا أنفسنا ولم نعرفه إلا بأنفسنا إذ
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 296