نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 303
منه بدأت وإليه تنحل، وأنه هو الجوهر الأساس الذي تولدت عنه كل الموجودات، وأنّه قابل لكل صورة، ومنه أبدعت الجواهر كلها من السماء والأرض وما بينهما، وأنه هو علّة كل مبدع[145]، وأنه حين جمد الماء تكونت الأرض، وحين انحل تكون الهواء، ومن صفوة الهواء تكونت النّار، ومن الدخان والأبخرة تكونت السماء، ومن الاشتغال الحاصل من الأثير تكونت الكواكب.
قام في ذلك المجلس، وقال: لاشك أن من أسماء إلهك الماء.. فالماء هو أصل الموجودات.. وهو حياة الحياة..
ابتسم الباقر، وقال: الماء صنعة الله.. والحياة هبة الله.. ويستحيل أن يفتقر واهب الحياة للحياة.. فلا يهب الحياة إلا الحي الذي لا يموت..
قال طاليس: فمن أسماء إلهك إذن (الحي)
قال الباقر: أجل.. لقد ذكر الله هذا الاسم في كلماته المقدسة، فقال:P الله لاَ إله إِلاَّ هُوَ الحى القيوم O ( البقرة: 255) وقال:P وَعَنَتِ الوجوه لِلْحَىّ القيوم O ( طه: 111) وقال:P هُوَ الحى لاَ إله إِلاَّ هُوَ فادعوه مُخْلِصِينَ لَهُ الدين O ( غافر: 65)
وذكره في كلماته السابقة إلى أنبيائه، ففي (يوشع 3: 9-10): (وَقَالَ يَشُوعُ لأَبْنَاءِ إِسْرَائِيلَ: تَعَالَوْا إِلَى هُنَا وَاسْمَعُوا كَلاَمَ الرَّبّ إِلَهِكُمْ. بِهَذَا تَعْرِفُونَ عَنْ يَقِينٍ أَنَّ اللهَ الحَيَّ مَوْجُودٌ بَيْنَكُمْ، وَأَنَّهُ يَطْرُدُ مِنْ أَمَامِكُمُ الكَنْعَانِيِّينَ وَالحِثِّيِّينَ وَالحِوِّيِّينَ وَالفِرِزِّيِّينَ وَالجِرْجَاشِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ
[145] هو يريد بهذا أن الماء هو مبدأ التركيبات الجسمانية، لا المبدأ الأول في الموجودات العلوية.. لكنه لما أعتقد أنّ العنصر الأول هو قابل كل صورة ، أي منبع الصور كلها ، فأثبت في العالم الجسماني له مثالا يوازيه في قبول الصور كلها، ولم يجد عنصراً على هذا النهج، مثل الماء فجعله المبدع الأول في المركبات، وأنشأ منه الأجسام والأجرام السماوية والأرضية.( الملل والنحل 3/121)
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 303