نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 304
وَاليَبُوسِيِّينَ)
قال طاليس: نحن نعرف الحي منا.. ولكنا لا نعرف كيف يكون ربك حيا؟
قال الباقر: فمن الحي منا؟
قال طاليس: لقد ذكر أصحابنا أنه المدرك الفعال.. فمن لا فعل له أصلا ولا إدراك فهو ميت..
قال الباقر: فما أقل درجات الحياة؟
قال طاليس: أن يشعر المدرك بنفسه.. فما لا يشعر بنفسه فهو الجماد والميت.
قال الباقر: وما أكمل درجات الحياة؟
قال طاليس: أكمل درجات الحياة تكون لمن دخلت جميع المدركات تحت إدراكه، وجميع الموجودات تحت فعله حتى لا يشذ عن علمه مدرك، ولا عن فعله مفعول.
قال الباقر: أذلك هو الحي الكامل المطلق؟
قال طاليس: أجل..
قال الباقر: فذلك هو الله عز وجل.. فهو الحي المطلق، وكل حي سواه فحياته بقدر إدراكه وفعله، وكل ذلك محصور في قلة.
سكت طاليس قليلا، ثم قال: ولكن مع ذلك يمكنك أن تقول بأننا أيضا نتمتع بحياة مطلقة كحياة إلهك.. فنحن نعيش حياة ملء السمع والبصر، فيمكن لعقولنا أن تتجول في الأكوان مهما دقت أو ترفعت، ويمكن لأقدامنا أن تسير حيث تشاء.. ولعلك قد سمعت برحلتنا إلى القمر..
ابتسم الباقر، وقال: ولكن حياتنا مع ذلك متوقفة على زمن محدود، وعلى أجهزة محدودة، فعمر الإنسان بعمر شرايينه، وعمره متعلق بقلبه وشرايينه ودسامات قلبه، ومتعلق بجهازه العصبي، ومتعلق بعمل الدماغ، ومتعلق بالكليتين، فلو أن البول احتبس في الكليتين
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 304