responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 306

بشكل آلي مجرد وبمحض الصدفة، فليس هناك علّة فاعلة، وليس هناك غاية من وراء الفعل[148].

قام في ذلك المجلس، وقال: لا يكفي أن يكون الكامل حقا وحيا.. بل لابد أن تكون له القوامة الكاملة على الأشياء، وإلا كان كماله قاصرا؟

قال الباقر: أنت بكلامك هذا تذكر اسما من أسماء الله الحسنى، هو اسم (القيوم)، وقد ورد ذكره في كلمات الله المقدسة التي أوحاها لأنبيائه..

ففي القرآن الكريم..P وَعَنَتِ الوُجُوهُ لِلحَيِّ القَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلماً (111) وَمَنْ يَعْمَل مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلماً وَلا هَضْماً (112)O (طه)

قال أنكسماندريس: فما يعني هذا الاسم؟

قال الباقر: قال الباقر: إن هذا الاسم يدل على أن الله قائم بذاته، ومقوم لكل ما عداه.

قال أنكسماندريس: إن كونه قائما بذاته يستدعي أن لا يكون عَرَضاً في موضوع، ولا صورة في مادة، ولا حالاّ في محل أصلاً.. لأن الحال مفتقر إلى المحل والمفتقر إلى الغير لا يكون قيوماً بذاته؟

قال الباقر: صدقت.. والله كما وصفت لا يفتقر لمحل.

قال أنكسماندريس: والقائم بذاته يستدعي أن تكون ماهيته غير مركبة من الأجزاء.. وذلك لأن كل مركب مفتقر في تحققه إلى تحقق كل واحد من أجزائه، وجزؤه غيره، وكل مركب فهو متقوّم بغيره، والمتقوم بغيره لا يكون متقوماً بذاته، فلا يكون قيوماً.

قال الباقر: صدقت.. والله كما وصفت.

قال أنكسماندريس: والقائم بذاته يمتنع كونه متحيزاً، لأن كل متحيز فهو منقسم، وإذا ثبت أنه ليس بمتحيزاً امتنع كونه في الجهة، لأنه لا معنى للمتحيز إلا ما يمكن أن يشار إليه إشارة


[148] انظر: الفلسفة اليونانية حتى أفلاطون ص.26.

نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 306
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست