نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 307
حسيّة، وإذا ثبت أنه ليس بمتحيز وليس في الجهة، امتنع أن يكون له أعضاء وحركة وسكون.
قال الباقر: صدقت.. والله كما وصفت.
قال أنكسماندريس: والقيوم لكل ما سواه يستدعي أن يكون كل ما سواه مُحْدَثاً، لأن تأثيره في تقويم ذلك الغير يمتنع أن يكون حال بقاء ذلك الغير، لأن تحصيل الحاصل محال فهو إما حال عدمه وإما حال حدوثه وعلى التقديرين وجب أن يكون الكل محدثاً.
قال الباقر: صدقت.. والحقيقة كما وصفت.
4 ـ العليم
قام رابعنا، وكان اسمه (فيثاغورث)، وكان دائم الذكر لسميه الفليسوف الرياضي (فيثاغورث بن منسارخس)[149]، وكان يرى - كما يرى سميه - أن أصل الكون هو العدد، لأنّه أشبه بعالم الأعداد منه بعالم الماء أو النّار أو الهواء، فالعدد أوّل مبدع أبدعه الباري تعالى، وأوّل العدد الواحد، وأن مبادئ الأعداد هي عناصر الموجودات، لأنّ الموجودات أعداد، والعالم على هذا مر كّب من عدد ونغم، والموجودات ليست إلا محاكية لنماذجها الأولى اللازمة لها وهي الأعداد، وما يتصور من مفارقة بينها فإنما هي في الذهن فقط لا في الحقيقة والواقع، ولا يمكن للأشياء أن يتمايز بعضها عن بعض إلا بالعدد..فمثلاً الأطول يتميز عن الأقصر والأكبر عن الأصغر بزيادة وحدات وعدد فقط، لا بزيادة شيء خارج عن العدد، وكذا الّنغم الذي تتكون منه الفواصل الموسيقية، لا يتميز عن غيره إلا بتناسب بين وحداته المختلفة تجعل من مجموعها صوتاً ونغما يألفه السمع[150].
[149] هو (فيثاغورث بن منسارخس) ولد سنة572 ق.م في جزيرة ساموس من بلاد اليونان، سافر فيما بعد إلى مصر ثم استقر في جنوب إيطاليا وهناك أسس مدرسته.( الفلسفة اليونانية:د.بيصار، ص60)