نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 309
قال فيثاغورث: فهات أولها.
قال الباقر[152]: أولها هو برهان الخلق والنظم.. فالنظام المذهل الموجود في هذا الكون، والقوانين الدقيقة التي تسير جميع ذرات الوجود، ابتداء من الذرة وانتهاء بالمنظومات والكواكب السيارة، وابتداء من الموجودات المجهرية وانتهاء بالانسان الذي هو أرقى نموذج في الخلق، ومن الأعشاب الأحادية الخلية التي تعيش في أعماق المحيطات، وحتى الأشجار العظيمة التي يبلغ طولها خمسين مترا.. وهكذا النظم المعقدة العجيبة التي تسيطر على روح الانسان وقلبه، والتنوع المذهل الملحوظ في الكائنات الحية من النباتات والحيوانات، والتي تبلغ أنواعها مئات الآلاف، فهذه جميعا تدل على علم اللّه اللامحدود.. فهل يمكن أن يصنع أحد شيئا ويجهل أسراره؟
فخالق العين، ونظام الدماغ المعقد، والمدارات الإلكترونية العجيبة التي تدور حول نواة الذرة هو عالم بها حتما.. وعليه فكما يدلنا برهان النظم على وجود اللّه، فإنه يثبت عدم محدودية علمه أيضا.
وبما أن الخلق مستمر ودائم فإن الموجودات في جميع أحوالها تفتقر إلى علم الله في كل لحظة من لحظاتها كما تفتقر إلى وجوده.
قال فيثاغورث: سلمت لك بهذا، فهات الثاني.
قال الباقر: الثاني هو برهان الإمكان والوجوب.. فقد ثبت بكل أدلة العقول أن واجب الوجود هو اللّه وحده، وما سواه ممكن الوجود.. وثبت أيضا بأن الممكنات محتاجة وتابعة له في الوجود والبقاء معا، أو بتعبير آخر الجميع حاضر بين يديه، وهذا الحضورالدائم دليل على علمه بجميع الأمور، لأن العلم بحقيقة المعلوم ليست إلاحضور ذات المعلوم عند العالم.