نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 310
قال فيثاغورث: سلمت لك بهذا.. فهات الثالث.
قال الباقر: الثالث هو برهان اللاتناهي.. فبغض النظر عن مسألة العلة والمعلول، فإن للّه سبحانه وتعالى وجود غير متناهي من جميع الجوانب، لذا لا يخلو منه مكان أو زمان (مع أنه لايحده مكان أو زمان)، لأننا لو افترضنا خلو مكان أو زمان من وجوده تعالى فقد حددناه.. لذا فعدم تناهيه يدل على حضوره وإحاطته بجميع الوجود، أو بتعبير آخر كل شي ماثل بين يديه.. فهل يمكن أن يكون العلم غير هذا الحضور؟
ذلك أن موانع العلم إما أن تكون حجبا مادية، وإما بعد المسافة، ونحن نعلم انتفاء هذه الأمور عن ذات الباري سبحانه وتعالى.
قال فيثاغورث: وعيت هذا.. ولكن ألا ترى أن لنا من العلم ما يمكن أن نعتبر به أنفسنا علماء.. أفلسنا مثل الله في ذلك؟
قال الباقر: نعم أنتم علماء.. ولكن شتان ما بين علم الله وعلمكم.. بل وعلم الخلائق جميعا.. إن علمي وعلمكم وعلم الخلائق جميعا مقيد محدود.. أما علم الله، فليس له قيود تحده، فعلمه فوق كل ذي علم كما قال تعالى: P نَرْفَعُ دَرَجَات مَنْ نَشَاء وَفَوْقَ كُل ذِي عِلمٍ عَلِيمٌ O(يوسف:76)، وروي في الحديث عن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في قصة موسى والخضر - عليهما السلام - قال: (قَالَ موسى: هَل أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تعلمني مِمَّا عُلِّمْتَ رَشَدًا، قال: إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ معي صَبْرًا، يَا مُوسَى إني عَلَى عِلمٍ مِنْ عِلمِ اللهِ عَلمَنِيهِ لاَ تَعْلَمُهُ أَنْتَ، وَأَنْتَ عَلَى عِلمٍ عَلمَكَهُ لاَ أَعْلَمُهُ قال: ستجدني إِنْ شَاءَ الله صَابِرًا، وَلاَ أَعْصِي لَكَ أَمْرًا، فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ البَحْرِ لَيْسَ لَهُمَا سَفِينَةٌ، فَمَرَّتْ بِهِمَا سَفِينَةٌ، فَكَلمُوهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُمَا فَعُرِفَ الخَضِرُ، فَحَمَلُوهُمَا بِغَيْرِ نَوْلٍ، فَجَاءَ عُصْفُورٌ فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ، فَنَقَرَ نَقْرَةً أَوْ نَقْرَتَيْنِ في البَحْرِ، فَقَالَ الخَضِرُ: يَا مُوسَى مَا نَقَصَ علمي وَعِلمُكَ مِنْ عِلمِ اللهِ إِلاَّ كَنَقْرَةِ هَذَا العُصْفُورِ في
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 310