نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 317
قال الباقر: سأجيبك عن هذا من وجهين.
قال فيثاغورث: فهات الوجه الأول.
قال الباقر: الوجه الأول هو أن اللّه محيط علما دائما بذاته المقدسة التي هي علة جميع الكائنات، وهذا العلم الإجمالي بجميع حوادث وموجودات الوجود أزلي وأبدي (اي قبل الإيجاد وبعده)
وبتعبير آخر لو علمنا علل الأشياء لاستطعنا ان نعلم نتائجها ومعلولاتها أيضا، لأن كل علة تستبطن جميع كمالات معلولها وأكثر.
أو بتعبير آخر أبسط من هذا: إن الحوادث الماضية لم تنمح تماما، فإن آثارها موجودة في طيات الحوادث الآنية، وكذلك بالنسبة إلى الحوادث المستقبلية فهي غير منفصلة عن الحوادث الآنية، ولها علاقة معها، وعليه فـ (الماضي) و(الحاضر) و(المستقبل) يشكلون معا سلسلة شبيهة بالعلة والمعلول، بحيث لو اطلعنا على كل واحدة منها بدقة لشاهدنا فيه الحلقات القبلية والبعدية لهذه السلسلة.
فمثلا لو أحطت علما وبدقة بمناخ جميع الكرة الأرضية، وبكل مميزاته وجزئياته وعلله ومعلولاته وحركة الكرة الأرضية ومسألة الفعل ورد الفعل لاستطعت أن تحيط علما بوضعية المناخ قبل أو بعد ملايين السنين بصورة دقيقة لأن شواهد الماضي والمستقبل موجودة فعلا، لا الشواهد الإجمالية، بل تفصيلات الشواهد المنعكسة في جزئيات الحاضر.
فالحاضر يعكس الماضي، والمستقبل يعكس الحاضر، والإحاطة العلمية الكاملة بجزئيات الحاضر معناها الإحاطة الكاملة بحوادث الماضي والمستقبل.. لذا فعندنا تكون حوادث الحاضر ماثلة بين يدي اللّه تعالى بجميع خصوصياتها، فإنها بمعنى مثول الماضي والمستقبل أيضا بين يديه عز وجل.. فالحاضر مرآة للماضي والمستقبل، ويمكن مشاهدة
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 317