نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 318
جميع الحوادث الماضية والمستقبلية في مرآة الحاضر[157].
قال فيثاغورث: سلمت لك بهذا الوجه.. فهات الوجه الثاني.
قال الباقر: تصور أن شخصا محبوسا في غرفة صغيرة لا يوجد فيها سوى ثقب صغير يطل على الخارج، فعندما تمر قافلة من الإبل من أمام هذا الثقب فإن هذا السجين سوف يشاهد رأس البعير أولا، ثم رقبته، ثم سنامه، ثم أرجله، ثم ذنبه، وهكذا الحال بالنسبة لسائر الإبل الأخرى، فصغر الثقب هو السبب في إيجاد حالات من الماضي والحاضر والمستقبل لدى الناظر السجين، لكن المسألة تختلف تماما بالنسبة للواقف على سطح الغرفة، وهو ينظر الى الصحراء نظرة شاملة، فهو يشاهد جميع إبل القافلة في وقت واحد.
ومن هنا يتضح أن إيجاد مفاهيم الماضي والحال والمستقبل ناجمة عن محدودية نظرة الإنسان، فما هو ماض بالنسبة لنا كان مستقبلا لأقوام قد سبقونا، وماهو مستقبل بالنسبة لنا هو الآن ماض بالنسبة لأقوام ستاتي فيما بعد.
اما الذات التي لا يحدها مكان وقد أحاطت بالأزل والأبد، فإن الماضي والحاضر والمستقبل بالنسبه لها لا معنى له، فجميع حوادث الدهرماثلة بين يديها، ولكن كل واحدة في موقعها الخاص، وهي محيطة علما بجميع الحوادث وموجودات العالم، سواء بالماضي، أو بالحاضر، أو بالمستقبل بصورة متساوية.
نعم إن تصور هذا بالنسبة لنا نحن المحبوسين في سجن والزمان والمكان أمر صعب ومعقد، ولكنه في نفس الوقت قابل للتدقيق والمطالعة والتأمل.
5 ـ السميع
[157] طبعا هذا من باب التقريب وتيسير الفهم، أما الحقيقة فأعظم من أن نعرفها، أو نستطيع التعبير عنها.
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 318