نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 319
قام خامسنا، وكان اسمه (وِلْيَم أوف أكام)، وكان - كسميه الفيلسوف الإنجليزي[158] - شديد الاهتمام بالحواس عظيم التعلق بها.. بل كان يرى أنها الأساس الذي تقوم عليه المعرفة..
قام، وقال: فما الاسم الخامس للإله الذي بشر به نبيكم؟
قال الباقر: (السَّمِيعُ)[159].. فالله لا يعزب عن إدراكه مسموع وإن خفي.. فيسمع السر والنجوى، بل ما هو أدق من ذلك وأخفى، ويدرك دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء.. يسمع حمد الحامدين فيجازيهم، ودعاء الداعين فيستجيب لهم.. قال تعالى: P قَدْ سَمِعَ الله قَوْلَ التِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى الله وَالله يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ الله سَمِيعٌ بَصِيرٌ O(المجادلة:1)، وقال: P لَقَدْ سَمِعَ الله قَوْلَ الذِينَ قَالُوا إِنَّ الله فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا O(آل عمران:181)، وقال: P أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ O(الزخرف:80)،
قال وِلْيَم: ولكن السمع يحتاج إلى آلة، وقد ذكرت لنا أن ربك منزه عن التركيب
[158] هو (وِلْيَم أوف أكام) (1284 - 1347م)، وهو فيلسوف وعالمُ لاهوت إنجليزي.. كان أكثر المفكرين المدرسيين تأثيرًا في القرن الرابع عشر الميلادي. وأدَّت مواقفه تجاه المعرفة والمنطق والاستقصاء العلمي دورًا رئيسيًا في الانتقال من فكر القرون الوسطى إلى الفكر الحديث.
[159] وقد ورد في قوله تعالى: ( ليْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )(الشورى:11)، وقوله - عز وجل -: ( إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً )(النساء:58)، وقد ورد الاسم مقترنا باسم الله العليم في أكثر من ثلاثين موضعا، ومقترنا باسم الله البصير في أكثر من عشرة مواضع، ومقترنا باسم الله القريب في قوله تعالى: ( قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ )(سبأ:50)
وهو في اللغة على وزن فَعِيل من أبْنِيةِ المُبالغة، ويعني في حقنا ما وَقر في الأُذن من شيء تسمعه، وهو بالنسبة لله تعالى يعبر به عن القوة التي بها يدرك الأصوات كما في قوله: ( خَتَمَ الله عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ )(البقرة:7)
ويطلق كذلك على الفهم كما قال تعالى: ( قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا )(البقرة:93)، أي فهمنا قولك ولم نأتمر بأمرك.
ويطلق كذلك على السمع الذي يتعلق بمشيئته سبحانه، والذي فيه إجابة الدعاء أو إسماع من يشاء، وفي الحديث قال r: ( وَإِذَا قَالَ سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا رَبَّنَا لَك الْحَمْدُ) (رواه مسلم)، وقال r: ( اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لاَ يَخْشَعُ، وَدُعَاءٍ لاَ يُسْمَعُ، وَمِنْ نَفسٍ لاَ تَشْبَعُ، وَمِنْ عِلمٍ لاَ يَنْفَعُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَؤُلاَءِ الأَرْبَعِ) (رواه الترمذي)
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 319