نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 324
قال زينون: فكيف نعتبر ذلك كمالا في أنفسنا؟
قال الباقر: هو كمال اعتباري لا كمال حقيقي.. ففقد التألم والإحساس بالضرب نقصان في حق الخدر، ولذلك كان إدراكه عند السليم كمال.. وسقوط الشهوة من معدته نقصان، وثبوتها كمال أريد به أنه كمال بالإضافة إلى ضده الذي هو مهلك في حقه، فصار كمالاً بالإضافة إلى الهلاك لأن النقصان خير من الهلاك فهو إذاً ليس كمالاً في ذاته بخلاف العلم وهذه الادراكات.
قال زينون: ولكن البصر نقصان بهذا الاعتبار أيضا، فهو يحتاج إلى آلة؟
قال الباقر: ذلك بصرنا.. أما الله فإبصاره منزه عن أن يكون بحدقة وأجفان.. ومقدس عن أن يرجع إلى انطباع الصور والألوان في ذاته كما ينطبع في حدقة الإنسان.. فإن ذلك من التغير والتأثر المقتضي للحدثان.
قام توما، وقال: لقد كنت أقول ما تقول لولا أن بعضهم اعترض عليهم بقوله: إن كان سمع الله وبصره حادثين كانا محلاً للحوادث، وهو محال.. وإن كانا قديمين فكيف يسمع صوتاً معدوماً، وكيف يرى العالم في الأزل والعالم معدوم والمعدوم لا يرى؟
قال الباقر: من السهل الإجابة عن هذا.. فهو إما أن يصدر ممن يسلم بأن الله يعلم الحادثات، وإما أن صدر من منكر لكونه عالماً بالحادثات المعينة الداخلة في الماضي والحال والمستقبل.
قال توما: فكيف تجيب الأول منهما؟
قال الباقر: أقول له: إن الله يعلم أن العالم كان موجوداً قبل هذا، فكيف علم في الأزل أنه يكون موجوداً وهو بعد لم يكن موجوداً؟ فإن جاز إثبات صفة تكون عند وجود العالم علما بأنه كائن، وفعله بأنه سيكون وبعده بأنه كان، وقبله بأنه سيكون، وهو لا يتغير عبر عنه بالعلم بالعالم والعلمية، جاز ذلك في السمع والسمعية والبصر والبصرية.
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 324