نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 328
(النفس) بتأمله له فيتحد به، وهكذا يكون ما بين النفس والعقل ثم ما بين العقل والواحد المطلق الذي لا توجد فيه كثرة ما[164].
ابتسم الباقر، وقال: فما الذي حمل صاحبك على القول بهذا؟
قال أفلوطين: ما دل عليه العقل من أن الواحد لا يصدر منه إلا واحد.
قال الباقر: فما دليله عليها؟
قال أفلوطين: الأدلة على ذلك كثيرة.. منها أنه لو كان الواحد الحقيقي مصدرا لأمرين كـ: (الف) و(ب) مثلا، كان مصدرا لـ:(الف) وما ليس ( الف)، لأن ( ب) ليس ( الف)، فيلزم اجتماع النقيضين.
ومنها: أن البسيط إذا كانت ذاته بحسب الحقيقة البسيطة علة لشيء، كانت ذاته محض علة ذلك الشيء، بحيث لا يمكن للعقل تحليلها إلى ذات وعلة، لتكون عليتها لا بنفسها من حيث هي، بل بصفة زائدة، أو شرط، أو غاية، أو وقت، أو غير ذلك، فلا يكون مبدأ بسيطا بل مركبا، فاذا كان كذلك، وصدر عنه أكثر من واحد ـ ولا شك أن معنى مصدر ذا غير معنى مصدر ذا ـ فتقوم ذاته من معنيين مختلفين، وهو خلاف المفروض.
ومنها: أنه لو صدر عن الواحد الحقيقي البسيط اثنان فإما أن يصدرا بجهة واحدة أو بجهتين، ولا سبيل إلى الأول لاستلزامه صيرورة الاثنين واحدا، وهما اثنان، هذا خلف، ولاسبيل إلى الثاني، لاستلزامه كون العلة مركبة غير بسيطة، وهذا خلف.
ومنها أنه إذا كانت الخصوصية البسيطة مقتضية لوجود ( ب) ومقتضية لوجود( ج)، فاذا صدر عنه ( ج) لم لم يصر ( ب)؟ واذا صدر عنه ( ب) لم لم يصر ( ج)؟ فالخصوصية البسيطة لا تفي لوجود أي منهما، فلابد من جهة زائدة عنه صدور ( ب) صار بسببها ( ب)، ومن جهة