نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 353
وعلى هذا، فالنور عبارة عما يبصر بنفسه ويبصر به غيره.
ولما كان سر النور وروحه هو الظهور للإدراك، وكان الإدراك موقوفا على وجود النور وعلى وجود العين الباصرة أيضا: إذ النور هو الظاهر المظهر؛ وليس شيء من الأنوار ظاهراً في حق العميان ولا مظهرا.. فقد تساوى الروح الباصرة والنور الظاهر في كونه ركنا لا بد منه للإدراك، ثم ترجح عليه في أن الروح الباصرة هي المدركة وبها الإدراك.. وأما النور فليس بمدرك ولا به الإدراك، بل عنده الإدراك.. ولهذا كان اسم النور بالنور الباصر أحق منه بالنور المبصر.
قال شنْكَراجاريا: صحيح ما ذكرته.. ولكن ما العيوب التي في هذا النوع من النور، والتي تحجبه عن الكمال؟
قال الباقر: لاشك أنك تعلم أن نور بصر العين موسوم بأنواع النقصان: فإنه يبصر غيره ولا يبصر نفسه، ولا يبصر ما بعد منه، ولا يبصر ما هو وراء حجاب.. ويبصر من الأشياء ظاهرها دون باطنها؛ ويبصر من الموجودات بعضها دون كلها. ويبصر أشياء متناهية ولا يبصر ما لا نهاية له. ويغلط كثيرا في إبصاره: فيرى الكبير صغيرا والبعيد قريبا والساكن متحركا والمتحرك ساكنا.. فهذه سبع نقائص لا تفارق العين الظاهرة[182].
قال شنْكَراجاريا: عرفت المرتبة الأولى للنور.. فما المرتبة التثانية والتي ذكرت أنها مرتبة الخواص؟
قال الباقر: لاشك أنك تعلم أن في الإنسان عينا يعبر عنها تارة بالعقل وتارة بالروح وتارة بالنفس الإنساني، وهي المعنى الذي يتميز به العاقل عن الطفل الرضيع وعن البهيمة وعن المجنون.. والتي نسميها عادة (عقلا)
[182] ذكرنا التفاصيل الكثيرة المرتبطة بهذا في فصل (العقل) من رسالة (سلام للعالمين) من هذه السلسلة.
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 353