نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 414
وخاصة خلايا الأوراق.. وينتج النبات من هذه المصانع الخضراء كميات وفيرة هائلة تكفي لتصنيع المواد الخام السابقة إلى أغذية مناسبة صالحة كافية لغذاء كل الكائنات الحية.
ومن بديع صنع هذه المصانع أنها تقوم بعملها في عمليات كيماوية طويلة متلاحقة، وفي سلسلة متتابعة في الخطوات حتى يكون الناتج هي تلك الثمار اللذيذة الشهية التي ليست إلا مخازن، خزن فيها الغذاء وأحكم حفظه فيها.
قال الجواد: فكيف يتسنى للنبات الحصول على ما ذكرته من مواد خام ليسلمها بعد ذلك إلى هذه المصانع؟
قال إلتون: إن ذلك - أيضا- يتم عبر عملية معقدة من الصعب أن نفصل الحديث عنها في هذا المجلس.
قال الجواد: فهلا اختصرتها لنا.
قال إلتون: أما الماء.. فقد عرفنا أنه يصل إلى التربة التي تتشربه..
وأما الأملاح، فهي تذوب في التربة مكونة محلولاً مائياً.. وتقوم الماصات الجذرية الموجودة في البذور النباتية، بامتصاص الماء والأملاح الذائبة فيه بقوة (الضغط الأسموزي).. ثم تقوم هذه الماصات الجذرية بتوصيل الماء والأملاح الذائبة إلى أنابيب خاصة موجودة في الجذور قد أعدت لاستقبال الماء والأملاح، ورفعه إلى شتى أجزاء النبات، حيث يصل في فروع صغيرة إلى المصانع الخضراء الصغيرة.
أما الهواء، فيدخل إلى المصانع النباتية بواسطة ثغور صغيرة قد أعدت بإحكام، وتنتشر في الطبقة السطحية للأوراق، وقد خلق الخالق سبحانه خليتين حارستين أو أكثر تقوم هذه الخلايا بدور البواب الذي يفتح ويقفل بنظام، وبحسب الحاجة.
وأما الضوء، فيصل رأساً إلى المصانع الخضراء المنتشرة في أجزاء النبات فوق سطح الأرض.. وقد كان تصميم وضع النبات متناسباً مع هذا الطلب منذ أن خرج ذلك الجزء النباتي
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 414