نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 477
إلا ليقتل بلا ذنب ولا خطيئة فعلها؟
قال آخر: كيف يصدق عاقل أن الله يفعل ذلك؟ أين العدل الإلهي في ذلك؟ ألم يكن الله يستطيع أن يقول اذهبوا فقد غفرت لكم؟.. ألم يكن يستطيع ذلك الإله الضعيف أن يغفر للبشر دون أن يصلب ابنه أو يصلب نفسه على الصليب؟ ولماذا يحاسبنا الله على ذنب لم نرتكبه أساسا؟
قال آخر: لا.. لا.. لا يمكن أن يقول هذا الكلام مسيحي يقرأ الكتاب المقدس.. لاشك أن ما تقوله غير صحيح.
قال الهزاز: ليت الأمر كما تقول.. لقد ذكرت لكم أني كنت ابنا للكنيسة.. وقد كان من أول الدروس التي ألزمنا حفظها ما يمكن تسميته بالمفهوم الكنسى للخطيئة الموروثة، وهو أن كل إنسان يولد خاطئاً، لأن أبانا آدم وأمنا حواء عصيا الله وأكلا من الشجرة المحرمة، فوقعا في الخطيئة، وبذلك يكون آدم وزوجته ونسلهم يستحقون جميعاً العقاب على مقتضى العدل الإلهي.
ولكن بما أن رحمة لله تستوجب العفو، فقد نتج عن هذا تناقض بين عدل الله وبين رحمته، فتطلب الأمر شيئاً يجمع بين الرحمة والعدل، فكانت الفدية التي يتم بها ناموس العدل ويتحقق بها ناموس الرحمة!
هذا هو القانون الذي فرضه رجال ديننا على الله..
بل زادوا، فذكروا أن من شروط هذه الفدية أن تكون طاهرة غير مدنسة.. وبما أنه ليس في الكون ما هو طاهر بلا دنس إلا الله.. وبما أن الله لا يمكن أن يكون فدية.. فقد أوجبت المشيئة أن يتخذ الله جسداً يتحد فيه اللاهوت والناسوت؛ أي جسداً يكون إلها وبشراً في الوقت نفسه، فاتحد اللاهوت والناسوت في بطن العذراء، فنتج عن هذا الاتحاد إنساناً كاملاً، من حيث هو
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 477