قال: الاستسلام لأحكام الحق.. فالحق هو الذي يحررنا من
الشهوات والشبهات.
قلت: فأنت لا تقول إذن بما أقول.
قال: ما كان لي أن أقول إلا ما هداني إليه الحق.
حقائق
القرآن:
سكت قليلا، ثم قال: أتعرف من أين جاء محمد بهذه الآية:{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا
مِنْ لُغُوبٍ }(قّ:38)
بادرت إلى الإجابة من غير تحقيق: مما ورد في الكتاب
المقدس.. فقد جاء فيه:(لأنه في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض، وفي اليوم السابع
استراح وتنفس ) (خروج31: 17).
قال: هل ترى النصان متفقان؟
قلت: أجل.. فكلا النصين ينص على أن خلق السموات والأرض تم
في ستة أيام.
قال: وهل تريد من القرآن أن يذكر عشرة أيام أو عشرين يوما
حتى يتجنب رميه بالاستمداد من الكتاب المقدس!؟
قلت: أجل.. فاتفاقه مع الكتاب المقدس دليل على استمداده
منه.
قال: أرأيت لو أن كاتبا ذكر أن الأرض كروية.. فهل نزعم أنه
كتاب مسروق، لأن هناك من سبقه إلى ذكر كروية الأرض!؟
قلت: لا.. فكروية الأرض حقيقة لا شك فيها.
قال: وقد اعتبر القرآن خلق السموات والأرض في ستة أيام
حقيقة لا شك فيها.. بل اعتبرها من الحق الذي ورد في الكتاب المقدس.. فلذلك اتفق
معه فيها.
أم أنك تريد أن يبرز القرآن ذاتيته، ولو بالمخالفة التي
تدل بحد ذاتها على أنها تهدف إلى إبراز الذات، لا إلى إبراز الحقيقة؟