الكتاب المقدس لا تقل جمالا عن القرآن الذي انصرف المسلمون
بجماله عن حقيقته.
مصادر القرآن الكريم
قال: هل تعرف حقيقة القرآن؟
لم أجد ما أقول، فقد فاجأني بهذا السؤال، قلت: أنا أقول
فيه ما تقول أنت، وما يقول فيه كل مسيحي صادق مخلص..
قال: وما يقول المسيحي الصادق المخلص؟
قلت: هو نسخة مشوهة من الكتاب المقدس.. استغل فيه محمد ما
أوتي من بيان.. ليؤسس دينا من مصادر لا يملكها.
قال: اسمح لي قبل أن أجيبك إلى ما سألتني أن أزيح عنك هذه
الشبهة، فلا يمكنني أن أرى الحقائق تشوه دون أن أذب عنها.. إن الكلمات التي لا
تغير على الحقائق كلمات منافقة لا صادقة.
لم أكن أتصور أن يتحدث معي هذا المترجم بهذا الأسلوب،
ولكني مع ذلك شعرت بسرور لا أدري سببه.. لقد كانت الأحاديث عن محمد ودين محمد
وقرآن محمد تملأ صدري انشراحا.
قلت ـ بابتسامة تملأ أسارير وجهي ـ: قل ما تشاء.. كلي آذان
صاغية، فما أحلى الحقيقة المقدسة من الشبهات.
قال: أنت ترمي القرآن بأنه نسخة مشوهة من الكتاب المقدس.
قلت: هكذا يقول كل مسيحي صادق مخلص.
قال: قد يقول هذا كل مسيحي مخلص.. يعميه إخلاصه عن
الحقائق، فلا يرى إلا ما يحب أن يراه.. ولكن هذا لن يقوله أبدا أي مسيحي صادق..
فالصدق يقتضي البحث الموضوعي المجرد، وهو ما قد يرضي الإخلاص، وما قد يسخطه.