قال: إن الكلام المقدس يقدس صاحبه، ويطهره، ويملأ
بالطمأنية قلبه، وبالانشراح صدره، وبالأسارير الصافية صفحة وجهه.
قلت: ألم تر ذلك حدث لي أثناء قراءته؟
قال: أنا لا أتهمك.. ولكني أسأل: هل كنت تقرأ حقيقة الكتاب
المقدس؟
فتحت الكتاب، وقلت: انظر ها هو.. الكتاب المقدس.
قال: ليس الشأن في غلافه.. إنما الشأن في محتواه.
قلت: وهل تتصور المطابع تتلاعب بالكتاب المقدس لهذه
الدرجة؟
قال: ألا يمكن أن تستبدل هذه المطابع أغلفة الكتب التي ظلت
مكدسة في خزائنها بأغلفة للكتاب المقدس لتنشر سلعها، وتكسب من وراء ذلك؟
قلت: إنه الكتاب المقدس يا رجل!!
قال: أنا لا أفكر إلا بعقلي، فلذلك لا أتيقن إلا بعد أن
أشك، ولا أطمئن إلا بعد أن أضطرب.
قلت: أتريد أن تشككني في الكتاب المقدس.. في كلمات ربي
المقدسة؟
قال: لا.. أنا لا أعطيك الشك، ولا اليقين.. ولكني أدعوك
إلى البحث عن اليقين الذي لم ترثه.. فلا خير في يقين يورث.
قلت: أتريد مني أن أضع الكتاب المقدس على مشرحة البحث؟
قال: وما الذي يمنعك من ذلك؟
قلت: ربي.. إذا قال لي ربي يوم الدينونة: كيف تشك في
كلامي؟.. وكيف تضعه في مشرحة البحث كما تضع أي كلام، فما عساي أقول له؟
قال: قل له: يارب.. لقد رأيت كلامك المقدس يحذرنا من
المتنبئين الكذبة، فخشيت أن يختلط كلامك الجميل بكلام الكذبة.. وخشيت فوق ذلك أن
أحمل صورة مشوهة عنك بسبب