تقاوموا الشر، بل من لطمك على خدك الأيمن فحوّل له الآخر
أيضاً. ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضاً )(متى5: 38).. فأين
هذا في كتابه الذي جاء بالجهاد؟
قال: لقد جاء في القرآن:{ وَجَزَاء سَيِّئَةٍ
سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ
لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }(الشورى: 40).. لقد ذكرت هذه الآية العدل والفضل، حتى
لا يعول المجرم على الفضل، فيقدم على إجرامه.
قلت: وعيت كل هذا، وأنا أسلمه لك، ولكن لم ذكر القرآن نفس
القصص التي وردت في كتبنا.. أليس ذلك سطوا؟.. أليست تلك خيانة؟
قال: هذا من دلائل صدق القرآن.. بل هو من دلائل صدق كتبنا
في تلك القصص.. ولكن هل ترى ما ورد في القرآن من قصص هو نفس ما ورد في كتبنا؟
قلت: أجل..
قال: قصة داود مثلا ترى أنها نفس قصة داود عندنا.. أم أن
اسم داود فقط هو الذي نتفق عليه؟
قلت: بل نتفق على الاسم والمسمى.
قال: لقد ورد في القرآن الثناء الطيب على داود الأواب
الشكور المنيب الساجد.. الذي لم تذكر له أي خطيئة.. فهل هو نفس داود الذي عندنا.
سكت، فقال: أنت تعلم أنه مختلف.. داود الذي في كتابنا
وأولاده لا يختلف عن أي منحرف من المنحرفين الذين تعج بهم الشوارع.. بل إن من
المنحرفين من كان له من الشهامة، فلم يقع فيما