هل تعلم علاقة هذا السفر بالقومية الإسرائيلية، إن اليهود
يعتبرون هذا السفر من الأسفار المهمة التي تحكى تاريخهم القومي، وقد وضعوه في
الأدراج الأربعة المعروفة في العبرية باسم (مجلوث) التي كانوا يقرؤونها في
المناسبات القومية، كل سفر في حينه ومناسبته.
وآخر هذه المناسبات هو عيد الفوريم كما يسمونه، والذي
كانوا يقرؤون فيه هذا السفر بالذات تذكاراً لخلاصهم من المجزرة التي أعدها هامان
لإفنائهم كشعب.
وقد سمى هذا العيد ( فوريم ) نسبة إلى ( فورا ) بمعنى قرعة
حيث ألقى هامان قرعة ليتأكد من اليوم المناسب لتنفيذ مذبحته، وقد شاع الاحتفال
بهذا العيد بطقس معين.
فكان عليهم أن يصوموا في اليوم الثالث عشر من آذار، وفي
المساء حيث يبدأ أول اليوم الرابع عشر يجتمعون في المجمع، وبعد العبادة المسائية
يقرأون سفر إستير. ولما يصلون في قراءتهم لذكر اسم ( هامان ) كان كل جمهور المصلين
يصرخون قائلين:( ليمحى اسم ذلك الشرير ) وفي اليوم التالي كانوا يعودون ثانية إلى
المجمع لإتمام فرائض عبادة العيد. ثم يصرفون النهار بالفرح والبهجة وتقديم الهدايا[1].
إذن هذا كتاب قومي، فلماذا يدرج ضمن الأسفار المقدسة.
قلت: فأنت تذهب إلى أن هذا السفر مدسوس في الكتاب المقدس
كما يقول الهراطقة؟
قال: لو شئت الصدق.. فإن أكثر ما في الكتاب المقدس مدسوس..
الكتاب المقدس هو كلام الله المقدس، ولا ينبغي لكلام الله أن يحمل أي صفة من صفات
البشر.
اختر أي سورة من سور القرآن.. وقارنها بسفر إستير.. أو أي
سفر شئت.. لترى الفرق العظيم بين الكلمات المقدسة التي تصدر من مصدر علوي، وبين
الكلمات المدنسة التي تنتشر من القوميات التي تمتلئ بالزهو الكاذب.
[1] انظر
أيضاً قاموس الكتاب المقدس طبعة بيروت 1964 تحت كلمة فوريم ص699.