اقرأ سورة الطلاق مثلا، وهي سورة قصيرة مقارنة بسفر إستير،
وهي ـ من حيث عنوانها ـ تدل على أحكام الطلاق، وهو مسألة قد لا تحتاج إلى الحديث
عن الله.. ولكنك تجد فيها مثل هذه النصوص:
إن هذه الآية الأولى وحدها تحتوي على اسم الله وحده أربع
مرات.. وهي تحث على تقوى الله، وتنهى عن تعدي حدوده، من دون أن تخل بذكر مسألة
مهمة من مسائل الطلاق.
قارن هذه الآية وحدها بسفر إستير جميعا.. إن سفر إستير كله
ليس فيه ذكر لله، ولو مرة واحدة.. وليس فيه أي حث على التقوى، ولا أي نهي عن تعدي
حدود الله مع أنه يفوق هذه الآية أضعافا كثيرة من حيث الحجم.
اسمع باقي السورة لتقارن بها سفر إستير.. بل لتقارن من
خلالها الكتاب المقدس جميعا.. إنها نزلت
في الأصل لبيان أحكام الطلاق، ولكنك تراها مملوءة بالحديث عن الله وما يقرب إليه.
قارن هذا الكلام الممتلئ بالربانية بتلك الكلمات التي
يمتلئ بمثلها الكتاب المقدس ذلك الذي يمتلئ بصنع
محارق لله حتى لو كانت هذه المحارق من البشر، بل من الأولاد.. هل يعقل أن يكون
الله قاسيا بهذه الدرجة، فيأذن لعبده أن يذبح ابنته، ليوفي بنذره؟
اسمع لما يقول الكتاب المقدس: (فكان روح الرب على يفتاح، فعَبَرَ
جلعاد ومنسَّى، وعَبَرَ مِصْفاة جلعاد ومن مصفاة جلعاد عَبَرَ إلى بني عَمُّون. ونذر
يفتاح نذراً للرب قائلاً: إن دفعتَ بني عمون ليدي، فالخارج الذي يخرج من أبواب بيتي
للقائي عند رجوعي بالسلامة من عند بني عمون يكون للرب وأُصعده مُحرقة. ثم عَبَرَ يفتاح
إلى بني عمون لمحاربتهم. فدفعهم الرب ليده، فضربهم من عروعير إلى مجيئك إلى مِنِّيت،
عشرين مدينة، وإلى آبل الكروم، ضربة عظيمة جداً. فذلَّ