ليس هذا فقط.. بل في سفر الأيام ( (1) 24 - 27 ) قائمة
طويلة لوكلاء داود وولاته .. وفي سفر الملوك الأول إصحاحان كاملان في وصف الهيكل
وطوله وعرضه وسماكته وارتفاعه وعدد نوافذه وأبوابه..وتفاصيل تزعم التوراة أنها
المواصفات التي يريدها الرب لمسكنه الأبدي (انظر ملوك (1) 6/1 - 7/51 )
وفي أخبار الأيام الأول ست عشرة صفحة كلها أنساب لآدم
وأحفاده وإبراهيم وذريته (انظر الأيام 1/1 - 9/44 )
ثم قائمة أخرى بأسماء العائدين من بابل حسب عائلاتهم،
وأعداد كل عائلة إضافة لأعداد حميرهم وجمالهم (انظر عزرا 2/1 - 67 ).. وقوائم أخرى
بأعداد الجيوش والبوابين من كل سبط، وعدد كل جيش (انظر الأيام 23/1 - 27/34 ).
وفي سفر الخروج يأمر موسى بصناعة التابوت بمواصفات دقيقة
تستمر تسع صفحات، فهل يمكن للوحي ينزل بذلك كله وغيره مما يطول المقام بتتبعه.
وفوق هذا اللغو كله ترد قصة زنا يهوذا بكنته ثامار بعد أن
زوجها أبناءه واحداً بعد واحد، ثم زنى بها وهو لا يعرفها، فلما عرف بحملها أراد أن
يحرقها.. هل سمعت القصة كما يرويها الكتاب المقدس.. بل التوراة التي هي محل اتفاق
الجميع.. أين المغزى منها؟ امرأة مات عنها أزواجها واحداً بعد آخر، عاقبهم الرب
لأنهم كانوا يعزلون عنها في الجماع، ثم زنت بوالدهم، ونتج عن هذا السفاح ابنان،
أحدهما فارص ـ وهو أحد أجداد المسيح ـ ثم تمضي القصة بلا عقوبة ولا وعيد، بل تذكر
القصة في ختامها وصفاً غريباً لهذه الزانية، فقد خرج يهوذا لحرقها، فلما عرف أنها
حامل منه نكص قائلاً:( هي أبر مني )، فهل كان العزل مستحقاً للموت بينما لا عقوبة
ولا حد على جريمة زنا المحارم، ثم كان هؤلاء ـ أبطال القصة ـ أجداداً لابن الله
الوحيد، ففي نسب المسيح أنه