قال: لم يكن الذبح مرادا.. ولكن إبراهيم كان معدا لمكانة
عظيمة من الله تستدعي أن يكون مستسلما لله استسلاما كليا.. والله العدل يمتحن
عباده ليبرز ما تبطنه نفوسهم من طيبة أو خبث، وكان الله يعلم نفس إبراهيم الطيبة..
ولكن العالم لم يكن يعلم أن تلك النفس يمكن ان تضحي بولدها في سبيل الله.. فأمر
الله إبراهيم بذبح ابنه لا ليذبحه، وإنما ليرى العالم ذلك.. وليكون نموذجا عن
الإسلام المطلق لله.
فلما عزم إبراهيم، وحصل منه التسليم المطلق لله، فداه
الله.. ومنعه من ذبح ابنه.
القرآن يشير إلى هذا عندما يقول:{ وَإِذِ ابْتَلَى
إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ
لِلنَّاسِ إِمَاماً }(البقرة: 124)
فالكلمات التي ابتلي بها إبراهيم هي أنواع البلاء التي
تعرض لها.
القصة بهذا لها معنى صحيح تمتلئ به النفس.. بخلاف قصة
الكتاب المقدس، فإنك إن ذهبت تبحث لها عن مغزى لن تجد لها أي مغزى.. فالبنت
المسكينة ذبحت لتقرب للرب الذي يحب روائح الشواء.. والسبب في كل ذلك أن أباها نذر
إن انتصر أن يقتل أول من يستقبله.. أي منطق هذا؟
قارن هذا بما أمر به المؤمنون إذا انتصروا.. لقد أنزلت
سورة كاملة من أجل هذا اسمها سورة النصر.. اسمعها:{ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ
وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا
(2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا
(3)}(النصر)
هذه هي السورة كاملة.. ولكن المعاني الجليلة التي تحويها
لا تعدلها كل تلك الإصحاحات التي امتلأت كذبا على الله.
لنواصل المقارنة بين القرآن والكتاب المقدس لنرى حظهما من
الربوبية:
لقد ورد في سفر آخر:( فبادرت أبيجال وأخذت مائتي رغيف خبز
وزقي خمر، وخمسة خرفان مهيئة، وخمس كيلات من الفريك ومائتي عنقود من الزبيب،
ومائتي قرص من التين،