إليهم، لأننا نلتفت بكل أبصارنا لتشويه دين محمد وقرآن
محمد.
وإذا سمحت لي.. فسأعرض لك مقارنة بين ما يعتقد المسيحيون
في المسيح وبين بعض الديانات الوثنية التي كانت سائدة في العصور السوالف لترى مدى
التقارب بين الديانتين.
أنتم تجرون كثيرا مثل هذه المقارنات وتبنون عليها نتائج
كثيرة.. ولذلك سأنتهج هذا المنهج.. وأترك لك الحرية في أن تبني عليها ما تشاء.
هل تعرف ديانة مثرا الفارسية؟
قلت: أجل.. هي ديانة فارسية ازدهرت في فارس في القرن
السادس قبل الميلاد، ثم نزحت إلى روما، وصعدت فى أوروبا فوصلت مدنا شمالية في إنجلترا.
قال: هذه الديانة تجتمع مع ما تقررونه من عقائد في كثير من
النواحي، فهم يعتقدون في مثرا نفس ما تعقتدون في المسيح:
هم يعتبرونه وسيطا بين الله والبشر، كما تعتقدون في
المسيح.. وهم يعتقدون أنه ولد في كهف كما أنكم تعتقدون أن المسيح نكم أأولد في مزود البقر.. وهم يعتقدون أنه ولد فى
الخامس والعشرين من ديسمبر، وهو نفس اعتقادكم.. وهم يعتقدون أن له إثنا عشر
حواريا، كما تعتقدون.. وهم يعتقدون أنه مات ليخلص البشر من خطاياهم كما تعتقدون..
وهم يعتقدون أنه دفن وعاد للحياة بعد دفنه كما تعقتدون.. وهم يعتقدون أنه صعد إلى السماء
أمام تلاميذه كما تعتقدون.. وهم يعتقدون أنه كان يدعى منقذا ومخلصا، ومن أوصافه
أنه كان كالحمل الوديع.. وهي نفس اعتقاداتكم وأقوالكم.. وهم يعتقدون أن له أتباعا
يعمدون باسمه، ويقيمون العشاء المقدس في ذكراه.
قلت: فأنت ترى من خلال هذه المقارنة أن المسيحية نسخة طبق
الأصل من هذه الديانة؟
قال: أنا لا أقول ذلك.. ولو أن الباحثين متفقون على أن
عبادة مثرا انتقلت إلى الدولة الرومانية، وامتزجت بعبادة إيزوريس المصرية، ومنهما
جاءت عبادة ديمتر، وهى فى جملتها لا تعدو الديانة