تسميتها.. فهو يكتفي بذكر المعنى والعبرة.. ولا يذكر الاسم
إلا إذا اقتضى المقام ذلك.
اسمع ما يقول القرآن عن مؤمن آل فرعون الذي دافع عن موسى:{ وَقَالَ رَجُلٌ
مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ
يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ
يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ
الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ
كَذَّابٌ}(غافر:28)
أرأيت كيف اكتفى القرآن بموضع الحاجة سماه رجلا.. بما
تعنيه الرجولة من شهامة ونبل وكرم خلق.. وسماه مؤمنا.. وذكر أنه يكتم إيمانه.. ثم
ذكر نص مرافعته.. ولم يذكر مع كل هذا اسمه ولا لقبه ولا نسبه ولا بلده ولا
وظيفته.. مما نرى الكتاب المقدس حريصا على ذكره.. بل مبالغا في تفاصيل ذكره.
اسمع موضعا آخر يقول فيه القرآن:{ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى
الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا
الْمُرْسَلِينَ}(يّـس:20).. لم يسم المدينة.. بل اكتفى بكون الرجل من أقصاها ليبين
مدى الجهد الذي بذله لينصر إخوانه المرسلين.
وفي آية أخرى ذكر لهذا.. ولكن الغرض فيها هو حماية مؤمن من
التعرض للقتل:{ وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ
يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي
لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ}(القصص:20)
لهذا رأيت استبدال كثير من أسماء الكتاب المقدس التي يصعب
علينا ـ معشر العامة ـ النطق بها بلغتها الأصلية.. بمثل ما ورد في القرآن..
قلت: فهل تيسر لك أن تفعل هذا؟.. أرى أنه من الصعوبة أن
تفعل هذا.
قال: أجل.. لذلك اضطررت إلى استعمال المقص.. وحذف الكثير..
واضطررت ـ كذلك ـ إلى استعمال بعض التعبيرات الخاصة.