فهذه الحروف تعادل نصف أحرف كل صفة من الصفات السبع
المذكورة..
وبعد هذا.. منهم من فهمها شيفرة تدل على معارف إلهية عميقة
عبر عنها بما استطاع لسانه أن يعبر:
ففهم منها علي ـ صاحب النبي ومن وصفه محمد بأنه باب مدينة
العلم ـ بأنها أسماء جليلة لله، فكان يقول:( يا كهيعص، يا حم عاسق )
وفهممها آخرون أنها أبعاض لأسماء الله، فكان بعضهم يقول:(
ألر، حام، ن ) مجموعها هو اسم الرحمن.
وروي عن ابن عباس في ( آلم ) أن الألف إشارة إلى أنه تعالى
أحد، أول، آخر، أزلي، أبدي، واللام إشارة إلى أنه لطيف، والميم إشارة إلى أنه ملك
مجيد منان.. وقال في { كهيعص } إنه ثناء من الله تعالى على نفسه، والكاف يدل على
كونه كافياً، والهاء يدل على كونه هادياً، والعين يدل على العالم، والصاد يدل على
الصادق.
وروي أنه حمل الكاف على الكبير والكريم، والياء على أنه
يجير، والعين على العزيز والعدل.
وبعضهم فهم منها ما يدل على صفات الأفعال، فالألف آلاؤه،
واللام لطفه، والميم مجده.
وهكذا.. كل يعبر عن ذوقه وفهمه.
قلت: فما تقول أنت؟
قال: لا يزال عقلي مندهشا.. ولو أني أعلم أن هذه الحروف
تخبئ أسرارا عميقة لن يطول الزمان حتى نعرفها.. بل أرانا نقترب منها اقترابا.
الإطناب:
قلت: سلمت لك بهذا.. وعلى أقل تقدير فإن هذه الحروف جعلت
العقول تبذل كل جهدها