لا شك أنك قرأت هذه الآيات من قبل.. إنها تمثل نفوس بني
إسرائيل المجادلة.. إنها تصورها تصويرا كاملا.. وعندما أقرأ ما ورد في صفة التابوت
كما ورد في الكتاب المقدس[1] لا
يخطر على بالي إلا هذه الصورة.. صورة موقفهم من الأمر الإلهي بذبح بقرة.. أي بقرة.
قلت: عد بنا إلى التكرار في القرآن.. أرانا تهنا عنه.. أم
أنك تعمدت أن نتيه عنه؟
قال: لا.. لقد ذكرت لك أني مسيحي.. ولست أدافع الآن عن
القرآن.. ولكني أذكر لك تأثري بأسلوبه في الإيجاز..
وصلنا في حديثنا إلى سر تكرار قصص الأنبياء في القرآن..
قلت: ذلك صحيح.
قال: لقد ذكرت لك أنه ليس تكرارا كالتكرار.. وإنما هو
استعمال لهذه القصص في الأغراض المختلفة.. ذلك أن هذه القصص تحوي دلالات كثيرة..
فلذلك لجأ القرآن إلى استثمارها كل مرة
[1] في سفر الخروج يأمر موسى بصناعة
التابوت بمواصفات دقيقة تستمر تسع صفحات، وهذا نموذج لما ورد من ذلك (خروج 37):«
وصنع بصلئيل التابوت من خشب السنط طوله ذراعان ونصف وعرضه ذراع ونصف وارتفاعه ذراع
ونصف. 2 وغشّاه بذهب نقي من داخل ومن خارج. وصنع له اكليلا من ذهب حواليه. 3 وسبك
له اربع حلقات من ذهب على اربع قوائمه. على جانبه الواحد حلقتان وعلى جانبه الثاني
حلقتان. 4 وصنع عصوين من خشب السنط وغشّاهما بذهب. 5 وادخل العصوين في الحلقات على
جانبي التابوت لحمل التابوت6 وصنع غطاء من ذهب نقي طوله ذراعان ونصف وعرضه ذراع
ونصف. 7 وصنع كروبين من ذهب. صنعة الخراطة صنعهما على طرفي الغطاء. 8 كروبا واحدا
على الطرف من هنا وكروبا واحدا على الطرف من هناك. من الغطاء صنع الكروبين على
طرفيه. 9 )وهكذا تستمر إصحاحات كثيرة بنفس السياق من الوصف الدقيق.