كلهم من عهد إبراهيم وأبناءه قالوا به، ولم يجرؤ أحد على
نسخه.. بل إن المسيح نفسه مختتن وبولس نفسه مختتن والتلاميذ كلهم مختتنون.. لكن
بولس أبى ذلك ورفض أن يختتن الناس، ونسخ شريعة الختان، وحرم الختان على الناس.
سكت قليلا، ثم قال: ألم يرد في الكتاب المقدس أن تعظيم
السبت كان حكما أبديا في الشريعة الموسوية، وما كان لأحد أن يعمل فيه أدنى عمل؟
قلت: أجل.. فقد ورد في (التكوين 2 / 3):( وبارك الله اليوم
السابع وقدسه، لأنه استراح فيه من جميع أعمال الخلق ) .. وفي (الخروج 23 /12):(
اعمل ستة أيام فقط، وفي اليوم السابع تستريح لكي يستريح أيضا ثورك وحمارك، وينتعش
ابن أمتك والغريب ) .. وفي (اللاويين 23 /3):( ستة أيام تعملون، أما اليوم السابع
فهو سبت راحة ومحفل مقدس. لا تقوموا فيه بأي عمل، بل يكون سبت راحة للرب حيث
تقيمون)
قال: فما حكم من نقض السبت في العهد القديم؟
قلت: لقد جاء في (سفرالعدد 15/ 32-36 ):( ولما كان بنو
إسرائيل في البرية وجدوا رجلا يحتطب حطبا في يوم السبت. فقدمه الذين وجدوه يحتطب
حطبا إلى موسى وهارون وكل الجماعة. فوضعوه في المحرس لأنه لم يعلن ماذا يفعل به. فقال
الرب لموسى: (قتلا يقتل الرجل. يرجمه بحجارة كل الجماعة خارج المحلة). فأخرجه كل
الجماعة إلى خارج المحلة ورجموه بحجارة فمات كما أمر الرب موسى )
وقد كان اليهود المعاصرون للمسيح يؤذونه ويريدون قتله لأجل
عدم تعظيم السبت، كما جاء في (يوحنا 5 /16):( فأخذ اليهود يضايقون يسوع لأنه كان
يعمل هذه الأعمال يوم السبت )
وفي (يوحنا 9 /16):( فقال بعض الفريسيين: (لا يمكن أن يكون
هذا الرجل من الله، لأنه يخالف سنة السبت). ولكن بعضهم قالوا: (كيف يقدر رجل خاطيء
أن يعمل مثل هذه الآيات؟) فوقع الخلاف بينهم )