قال: أعلم ذلك.. وهذا ما يؤكد أن الحادثة واحدة.. أريد
سائر الأعداد.
قلت: الفرق بين الفقرتين كبير في عدد المقتولين من
المحاربين على المركبات ففي الأولى رجال سبعمائة، وفي الثانية سبعة آلاف.. واختلف
النصان في كون الأربعين ألفا المقتولين من المشاة، أم من الفرسان.
أمسك برأسه وقال: لطالما احترت هل الحقيقة هي 700 مركبة أم
7000 ؟، وهل هم 40.000 فارس أم هم من المشاة؟
ابتسمت، وقلت: وما الذي يحيرك في هذا.. وما اهتمامك له؟
لم أدر أنه سيغضب ذلك الغضب الذي أبداه لي، لقد احمر وجهه،
وراح يصيح: كيف تقول هذا.. أنا مجرد موثق بسيط.. أوثق أحيانا المتر والمترين
والدرهم والدرهمين.. ومع ذلك لا أضيع قيراطا واحدا.. بل ولا حبة واحدة.. فكيف
بالكتاب المقدس.. كلام الله الأزلي الوحيد.. كيف يقع في مثل هذه الأخطاء!؟
صمت، فتمالك نفسه قليلا، وقال: ارم تلك الورقة.. وخذ ورقة
جديدة، واكتب ما سأمليه عليك.. لا تكتب إلا ما أمليه عليك.
راح يقرأ من (صموئيل الثاني: 8 /4).:( وأسر من جيشه ألفا
وسبع مئة فارس وعشرين ألف راجل، وعرقب داود كل خيول المركبات باستثناء مئة مركبة )
التفت إلي، وقال: اكتب الذين أسرهم داوود ( 1700 ) فارس و
( 20.000 ) راجل، أي من المشاة.. هذا حسب عبارة صموئيل الثاني: 8 /4.. اكتب هذا
أيضا.
كتبت ما طلب مني، ثم راح يقرأ من (الأيام الأول: 18 /4):(
واستولى داود على ألف مركبة من مركباته، وأسر سبعة آلاف فارس وعشرين ألف راجل،
وعرقب داود كل خيل المركبات )
التفت إلي، وقال: اكتب الذين أسرهم داوود ـ حسب نص الأيام
الأول 18 عدد4 ـ هم ( 7000 ) فارس.