واكتب بأن هذا الرجل قد هاجم برمحه 800 رجل، فقتلهم دفعة
واحدة فضلا عن أنه كان قائد الأبطال الثلاثة.. هذا كله بحسب صموائيل الثاني.
كتبت ما أمرني به، ثم راح يقرأ من (الأيام الأول: 11
/11):( وهؤلاء هم أبطال داود: يشبعام بن حكموني، رئيس الأبطال الثلاثة، هاجم برمحه
ثلاث مئة وقتلهم دفعة واحدة )
التفت إلي، وقال: اكتب: نفس الرجل إسمه يشبعام بن حكموني،
وقد هاجم برمحه 300 رجل فقتلهم دفعة واحدة فضلا عن أنه كان قائد الأبطال الثلاثة..
هذا ما نفهمه من فقرة أخبار الأيام الأول.
كتبت ما أمرني به، فقال: هل هناك فرق بين النصين؟
قلت: أجل.. فهناك اختلاف في اسم الرجل.. واختلاف في عدد
الذين قتلهم.. ففي صموائيل ذكر ( 800 ) وفي الأخبار ذكر ( 300 ) فهناك فرق بين
العددين مقداره ( 500 ) رجل.
قال: أجل.. وهو فرق كبير.. ولكن ما الصحيح؟.. هل هو يوشيب
أم هو يشبعام ؟ .. وهل هم ثمانمائة أم ثلاثمائة ؟
أمسك رأسه بيده، وقال: وفوق ذلك كله هل يعقل أن رجلا واحدا
هاجم برمحه هذا العدد من الناس، فقتلهم دفعة واحدة!؟
ضحك، وقال: هل وقف كل هؤلاء في صف واحد منضبط تماما
ينتظرون أن يقذف هذا البطل الهمام برمحه بقوة عظيمة ليخترق هذا الصف من أوله إلى
آخره، فيقتل الجميع دفعة واحدة.. ثم أي رمح يطيق أن يفعل هذا!؟
سكت قليلا، ثم قال: لماذا أكلف نفسي بتوثيق مثل هذا
الكتاب.. إن توثيق عقود اللصوص والمجرمين أسهل من توثيق مثل هذه النصوص.. إن
المجرمين أكبر عقولا من أن يقعوا في مثل هذه الحماقات.
نظر إلي بعبوس، وكأني شريك في الجريمة، وقال: ارم تلك
الورقة بسرعة.. إنها ستحرق