قال: وقد ذكرت أنها شجرة تجعل صاحبها يميز بين الخير
والشر.. فهل في التمييز بين الخير والشر مفسدة.. وذكرت أن من أكلها يصير مثل
الله.. فهل يمكن لأحد أن يصير إلها؟
سكت، فقال: ما ذنب الحية المسكينة.. نحن نراها كما نرى
سائر المخلوقات.. ولماذا اختصت بعقوبة الزحف بينما يطير الشيطان وهو المجرم الأكبر
حيث يشاء من دون عقوبة!؟
التفت إلي، وقال: لقد جرت هذه المآزق بعض مفسري الكتاب
المقدس إلى اعتبار دخول الحية في هذه القصة خرافة دخيلة على الكتاب المقدس.
اسمع ما قال بعضهم عن مصادر سفر التكوين:( لم يتردد مؤلفو
الكتاب المقدس، وهم يرون بداية العالم والبشرية أن يستقوا معلوماتهم بطريقة مباشرة
أو غير مباشرة من تقاليد الشرق الأدني القديم، ولا سيما من تقاليد ما بين النهرين
ومصر والمنطقة الفينيقية الكنعانية. فالاكتشافات الأثرية منذ نحو قرن تدل على وجود
كثير من الأمور المشتركة بين الصفحات الأولى من سفر التكوين وبين بعض النصوص
الغنائية والحكمية والليترجية الخاصة بسومر وبابل وطيبة وأوغاريت، ولا عجب في ذلك
)
سكت كالمشدوه، ثم قال: هل سمعت بطيور تمشي على أربع؟
لم أدر بما أجبه، فقال: الكتاب المقدس يقول هذا.. اسمع ما
ورد في (سفر اللاويين: 11: 23 ):( أما سائر دبيب الطير ذوات الأربع الأرجل فهو
محظور عليكم )
سكت كالمشدوه، ثم قال: هل سمعت ما يقول الكتاب المقدس عن
النعام؟
سكت، فقال: اسمع ما ورد في (سفر أيوب: 39: 13-17):( يرفرف
جناحا النعامة بغبطة،